Cara Penulisan Al-Quran dan Rasm Usmani
Cara Penulisan Al-Quran Rasm adalah cara menulis kata dengan
huruf-huruf ejaannya, dengan memperhi
tungkan permulaan dan pemberhentian
padanya
Nama kitab: Terjemah Tafsir Al-Munir
Judul kitab asal: Al-Tafsir Al-Munir fi Al-Aqidah wa Al-Aqidah wa al-Manhaj ( التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج )
Penulis: Dr. Wahbah al-Zuhaili
Nama di dunia Arab: Wahbah Mustafa al-Zuhayli ( وهبة بن مصطفى الزُحَيْلي الدِمَشقي)
Lahir, Wafat: 1932 - Agustus 2015
Penerjemah:
Bidang studi: Tafsir Al-Quran
Daftar isi
- B. Cara Penulisan Al-Qur'an Dan Rasm Utsmani
- C. Ahruf Sab’ah Dan Qiraa'at Sab’ah (Tujuh huruf dan Tujuh Bacaan)
- D. Al-Qur' An Adalah Kalam Allah, Dan Dalil-Dalil Kemukjizatannya
- E. Kearaban Al-Qur' An Dan Penerjemahannya Ke Bahasa Lain
- Penerjemahan Al-Qur'an
- F. Huruf-Huruf Yang Terdapat Diawal Sejumlah Surah (Huruf Muqata'ah)
- G. Tasybih, Istiarah, Majaz, Dan Kinayah Dalam Al-Qur'an
- Kembali ke Terjemah kitab Tafsir Al-Munir
ثانيا- طريقة كتابة القرآن والرسم العثماني:
الرسم: طريقة كتابة الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها، والوقوف عليها.والمصحف: هو المصحف العثماني الإمام الذي أمر بكتابته سيدنا عثمان رضي الله عنه، والذي أجمع عليه الصحابة رضوان الله عليهم «1» .والرسم العثماني: هو الطريقة التي كتبت بها المصاحف الستة في عهد عثمان رضي الله عنه. وهو الرسم المتداول المعمول به بعد البدء بطباعة القرآن في البندقية سنة 1530 م، وما تلاها من طبعة إسلامية خالصة للقرآن في سانت بترسبوغ، في روسيا، سنة 1787 م، ثم في الآستانة سنة 1877 م.
(1) المصاحف للسجستاني: ص 50
وللعلماء رأيان في طريقة كتابة القرآن أو الإملاء «1»
:1- رأي جمهور العلماء ومنهم الإمامان مالك وأحمد: أنه يجب كتابة القرآن كما وردت برسمها العثماني في المصحف الإمام، ويحرم مخالفة خط عثمان في جميع أشكاله في كتابة المصاحف، لأن هذا الرسم يدلّ على القراءات المتنوعة في الكلمة الواحدة.
2- رأي بعض العلماء (وهم أبو بكر الباقلاني وعز الدين بن عبد السلام وابن خالدون) : أنه تجوز كتابة المصاحف بالطرق أو الرسوم الإملائية المعروفة للناس، لأنّه لم يرد نص في الرسم، وإن ما في الرسم من زيادات أو حذوف لم يكن توقيفا أوحى الله به على رسوله، ولو كان كذلك لآمنا به وحرصنا عليه، وإذا كتب المصحف بالإملاء الحديث أمكن قراءته صحيحا وحفظه صحيحا.
وقد رأت لجنة الفتوى بالأزهر وغيرها من علماء العصر «2» الوقوف عند المأثور من كتابة المصحف، احتياطا لبقاء القرآن على أصله لفظا وكتابة، وحفاظا على طريقة كتابته في العصور الإسلامية السابقة، دون أن ينقل عن أحد من أئمة الاجتهاد تغيير هجاء المصحف عما رسم به أولا، ولمعرفة القراءة المقبولة والمردودة، فلا يفتح فيه باب الاستحسان الذي يعرض القرآن للتغيير والتحريف، أو للتلاعب به، أو البعث بآياته من ناحية الكتابة. لكن لا مانع في رأي جماهير العلماء من كتابة القرآن بطرق الإملاء الحديثة في مجال الدرس والتعليم، أو عند الاستشهاد بآية أو أكثر في بعض المؤلفات الحديثة، أو في كتب وزارة التربية والتعليم، أو أثناء عرضه على شاشة التلفاز.
(1) تلخيص الفوائد لابن القاصّ: ص 56 وما بعدها، الإتقان للسيوطي: 2/ 166، البرهان في علوم القرآن للزركشي: 1/ 379، 387، مقدمة ابن خالدون: ص 419. [.....] (2) مجلة الرسالة: العدد 216، سنة 1937، ومجلة المقتطف تموز سنة 1933
ثالثا- الأحرف السبعة والقراءات السبع:روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه» «1»أي سبعة أوجه، وهو سبع لغات ولهجات من لغات العرب ولهجاتهم، يجوز أن يقرأ بكل لغة منها، وليس المراد: أن كل كلمة منه تقرأ على سبعة أوجه وإنما لا يخرج عنها، فإما أن تكون بلغة قريش، وهو الغالب، وإما أن تكون بلغة قبيلة أخرى، لأنها أفصح، وتلك اللغات التي كانت مشهورة شائعة عذبة اللفظ هي: لغة قريش، وهذيل، وتميم، والأزد، وربيعة، وهوازن، وسعد بن بكر. وهذا هو الأشهر والراجح.وفي رأي آخر: المراد بالسبعة: أوجه القراءات القرآنية، فاللفظ القرآني الواحد مهما يتعدد أداؤه وتتنوع قراءته لا يخرج التغاير فيه عن الوجوه السبعة الآتية وهي «2» :1- الاختلاف في إعراب الكلمة أو في حركة بنائها بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها، أو يغير معناها، مثل (فتلقى آدم) قرئ (آدم) .2- الاختلاف في الحروف، إما بتغير المعنى مثل (يعلمون وتعلمون) ، وإما بتغير الصورة دون المعنى مثل (الصراط) و (السراط) .3- اختلاف أوزان الأسماء في إفرادها وتثنيتها وجمعها وتذكيرها وتأنيثها، مثل (أماناتهم) و (أمانتهم) .
(1) أخرجه الجماعة: البخاري ومسلم ومالك في الموطأ والترمذي وأبو داود والنسائي (جامع الأصول: 3/ 31) . (2) تفسير القرطبي: 1/ 42- 47، تفسير الطبري: 1/ 23 وما بعدها، تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة: ص 28 وما بعدها، تاريخ الفقه الإسلامي للسايس: ص 20 وما بعدها، مباحث في علوم القرآن للدكتور صبحي صالح: ص 101- 116
- الاختلاف بإبدال كلمة بكلمة يغلب أن تكون إحداهما مرادفة للأخرى مثل (كالعهن المنفوش) أو (كالصوف المنفوش) وقد يكون بإبدال حرف بآخر مثل (ننشزها) و (ننشرها) .5- الاختلاف بالتقديم والتأخير، مثل (فيقتلون ويقتلون) قرئ (فيقتلون ويقتلون) .6- الاختلاف بالزيادة والنقص، مثل (وما خلق الذكر والأنثى) قرئ (والذكر والأنثى) .7- اختلاف اللهجات في الفتح والإمالة، والترقيق والتفخيم، والهمز والتسهيل، وكسر حروف المضارعة، وقلب بعض الحروف، وإشباع ميم الذكور، وإشمام بعض الحركات، مثل (وهل أتاك حديث موسى) و (بلى قادرين على أن نسوي بنانه) قرئ بإمالة: (أتى) ، (وموسى) ، (وبلى) وقوله تعالى: (خبيرا بصيرا) بترقيق الراءين، و (الصلاة) و (الطلاق) بتفخيم اللامين. وقوله تعالى: (قد أفلح) بترك الهمزة ونقل حركتها من أول الكلمة الثانية إلى آخر الكلمة الأولى، وهو ما يسمى (تسهيل الهمزة) . وقوله تعالى: (لقوم يعلمون، نحن نعلم، وتسود وجوه، ألم أعهد) بكسر حروف المضارعة في جميع هذه الأفعال. وقوله تعالى: (حتى حين) قرأه الهذليون (عتى عين) بقلب الحاء عينا. وقوله تعالى: (عليهم دائرة السّوء) بإشباع ميم جمع الذكور. وقوله تعالى: (وغيض الماء) بإشباع ضمة الغين مع الكسر.والخلاصة: إن الأحرف السبعة: هي اللغات السبع التي اشتملت عليها لغة مضر في القبائل العربية، وليست هي القراءات السبع أو العشر المتواترة المشهورة، فهذه القراءات التي انتشرت كثيرا في عصر التابعين ثم اشتهرت في القرن الرابع بعد ظهور كتاب في القراءات للإمام المقرئ ابن مجاهد، تعتمد على غير الأصل الذي يتعلق بالأحرف السبعة، وتتفرع من حرف واحد من الأحرف السبعة، كما أبان القرطبي.ثم إن الكلام على الأحرف السبعة أصبح تاريخيا، فقد كانت تلك الأحرف السبعة توسعة في النطق بها على الناس في وقت خاص للضرورة، لعجزهم عن أخذ القرآن على غير لغاتهم، لأنهم كانوا أميين لا يكتب إلا القليل منهم، ثم زال حكم تلك الضرورة، وارتفع حكم تلك الأحرف السبعة، وعاد ما يقرأ به القرآن على حرف واحد، ولم يكتب القرآن إلا بحرف واحد منذ عهد عثمان، مما قد تختلف فيه كتابة الحروف، وهو حرف قريش الذي نزل به القرآن، كما أوضح الطحاوي وابن عبد البر وابن حجر وغيرهم «1» .
رابعا- القرآن كلام الله وأدلة الإثبات بوجوه الإعجاز:إن القرآن العظيم المسموع والمكتوب: هو كلام الله القديم العزيز العليم، ليس شيء منه كلاما لغيره من المخلوقين، لا جبريل، ولا محمّد ولا غيرهما، والناس يقرءونه بأصواتهم «2» . قال الله تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ، بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء 26/ 192- 195] وقال عز وجل: قُلْ: نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ، لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا، وَهُدىً، وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل 16/ 102] .والدليل على أن القرآن كلام الله: هو عجز الإنس والجن عن الإتيان بمثل أقصر سورة منه، وهذا هو المراد بإعجاز القرآن: أي عجز البشر عن الإتيان بمثله، في بلاغته، أو تشريعه أو مغيباته. قال الله تعالى مستثيرا العرب المعروفين بأنهم أساطين البيان وفرسان الفصاحة والبلاغة، ومتحديا لهم بأن يأتوا
(1) تفسير القرطبي: 1/ 42- 43، فتح الباري: 9/ 24- 25، شرح مسلم للنووي: 6/ 100
(2) فتاوى ابن تيمية: 12/ 117- 161، 172
بمثل القرآن في نظمه ومعانيه وبيانه المشرق البديع الفريد ولو بمثل سورة منه:وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا، فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ، وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ، إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا، وَلَنْ تَفْعَلُوا، فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ، أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ [البقرة 2/ 23- 24] .وتتكرر آي القرآن في مناسبات مختلفة مطالبة بمجاراة القرآن وتحدي العرب الذين عارضوا الدعوة الإسلامية، ولم يؤمنوا بالقرآن، ولم يقرّوا بنبوة محمد صلّى الله عليه وسلم، فقال تعالى: قُلْ: لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ، لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ، وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً أي معينا [الإسراء 17/ 88] . وإذ عجزوا عن الإتيان بالمثيل، فليأتوا بعشر سور مثله، فقال سبحانه: أَمْ يَقُولُونَ: افْتَراهُ، قُلْ: فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ، وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ، فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ، وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ، فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [هود 11/ 13- 14] .ثم أكد الحق سبحانه التحدي أو المعارضة بمثل سورة من القرآن بعد العجز عن المثل الكامل أو عن عشر سور منه، فقال تعالى: أَمْ يَقُولُونَ: افْتَراهُ قُلْ: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ، وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ، إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ [يونس 10/ 38] .قال الطبري «1» : إن الله تعالى ذكره جمع لنبينا محمد صلّى الله عليه وسلم ولأمته، بما أنزل إليه من كتابه معاني لم يجمعهن بكتاب أنزله إلى نبي قبله، ولا لأمة من الأمم قبلهم، وذلك أن كل كتاب أنزله جلّ ذكره على نبي من أنبيائه قبله، فإنما أنزله ببعض المعاني التي يحوي جميعها كتابه الذي أنزله إلى نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم، كالتوراة
(1) تفسير الطبري: 1/ 65- 66
التي هي مواعظ وتفصيل، والزبور الذي هو تمحيد وتمجيد، والإنجيل الذي هو مواعظ وتذكير، لا معجزة في واحد منها تشهد لمن أنزل إليه بالتصديق.والكتاب الذي أنزل على نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم يحوي معاني ذلك كله، ويزيد عليه كثيرا من المعاني التي سائر الكتب، غيره منها خال. ومن أشرف تلك المعاني التي فضل بها كتابنا سائر الكتب: نظمه العجيب، ووصفه الغريب، وتأليفه البديع الذي عجزت عن نظم مثل أصغر سورة منه الخطباء، وكلّت عن وصف شكل بعضه البلغاء، وتحيرت في تأليفه الشعراء، وتبلدت قصورا عن أن تأتي بمثله لديه أفهام الفهماء، فلم يجدوا له إلا التسليم والإقرار بأنه من عند الله الواحد القهار، مع ما يحوي مع ذلك من المعاني التي هي ترغيب وترهيب، وأمر وزجر، وقصص وجدل ومثل، وما أشبه ذلك من المعاني التي لم تجتمع في كتاب أنزل إلى الأرض من السماء.
[ومظاهر الإعجاز أو أوجه الإعجاز كثيرة:]
منها ما يخص العرب في روعة بيانه وبلاغة أسلوبه وجزالة ألفاظه أو نظمه، سواء في اختيار الكلمة القرآنية أو الجملة والتركيب ونظم الكلام، ومنها ما يشمل العرب وغيرهم من عقلاء الناس بالإخبار عن المغيبات في المستقبل، وعن الماضي البعيد من عهد آدم عليه السّلام إلى مبعث محمد صلّى الله عليه وسلم، وبالتشريع المحكم الشامل لكل شؤون الحياة العامة والخاصة. وأكتفي هنا بإيجاز مظاهر الإعجاز وهي عشرة كما ذكر القرطبي «1» :أ- النظم البديع المخالف لكل نظم معهود في لسان العرب وفي غيره، لأن نظمه ليس من نظم الشعر في شيء.
(1) تفسير القرطبي: 1/ 73- 75، وانظر دلائل الإعجاز في علم المعاني، للإمام عبد القاهر الجرجاني: ص 294 وما بعدها، إعجاز القرآن للباقلاني: ص 33- 47، إعجاز القرآن للرافعي: ص 238- 290، تفسير المنار: 1/ 198- 215
- الأسلوب المخالف لجميع أساليب العرب.3- الجزالة التي لا تصح من مخلوق بحال، وتأمل ذلك في سورة ق، وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ وقوله سبحانه: وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ إلى آخر سورة الزمر، وكذلك قوله سبحانه: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إلى آخر سورة [إبراهيم 14/ 42] .4- التصرف في لسان العرب على وجه لا يستقل به عربي، حتى يقع منهم الاتفاق من جميعهم على إصابته في وضع كل كلمة وحرف موضعه.5- الإخبار عن الأمور التي تقدمت في أول الدنيا إلى وقت نزوله على قلب النّبي الأمي صلّى الله عليه وسلم، فأخبر بما كان من قصص الأنبياء مع أممها، والقرون الخالية في دهرها، وذكر ما سأله أهل الكتاب عنه، وتحدوه به من قصة أهل الكهف، وشأن موسى والخضر عليهما السلام، وحال ذي القرنين، فجاءهم النبي صلّى الله عليه وسلم- وهو أمي من أمة أمية، ليس لها بذلك علم، بما عرفوا من الكتب السالفة، فتحققوا صدقه.6- الوفاء بالوعد، المدرك بالحس في العيان، في كل ما وعد الله سبحانه، وينقسم: إلى أخباره المطلقة، كوعده بنصر رسوله عليه السّلام، وإخراج الذين أخرجوه من وطنه. وإلى وعد مقيد بشرطه، كقوله: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق 65/ 3] ووَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن 64/ 11] ووَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق 65/ 2] وإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ [الأنفال 8/ 65] وشبه ذلك.7- الإخبار عن المغيبات في المستقبل التي لا يطلع عليها إلا بالوحي، ولا يقدر عليه البشر، ولا سبيل لهم إليه، من ذلك ما وعد الله تعالى نبيه عليه السلام أنه سيظهر دينه على الأديان، بقوله عز وجل: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ
بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ، لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[التوبة 9/ 33] ، ففعل ذلك. ومنه قوله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا: سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ، وَبِئْسَ الْمِهادُ [آل عمران 3/ 12] . ومنه قوله تعالى:لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ، لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ، إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ [الفتح 48/ 27] . ومنه قوله تعالى: الم. غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ، وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ، سَيَغْلِبُونَ. فِي بِضْعِ سِنِينَ[الروم 30/ 1- 3] .فهذه كلها أخبار عن الغيوب التي لا يقف عليها إلا رب العالمين، أو من أوقفه عليها رب العالمين، وقد عجز الزمان عن إبطال شيء منها، سواء في الخلق والإيجاد أم في بيان أخبار الأمم، أم في وضع التشريع السوي لكل الأمم، أم في توضيح كثير من المسائل العلمية والتاريخية، مثل وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ [الحجر 15/ 22] وآية أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً [الأنبياء 21/ 30] ، وآية وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ [الذاريات 51/ 49] وآية وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ [الحجر 15/ 19] وآية إثبات كروية الأرض: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ [الزمر 39/ 5] والتكوير: اللف على الجسم المستدير. واختلاف مطالع الشمس في آية وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها إلى قوله وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس 36/ 38- 40] .8- ما تضمنه القرآن من العلم الذي هو قوام جميع الأنام، في الحلال والحرام، وفي سائر الأحكام، فهو يشتمل على العلوم الإلهية، وأصول العقائد الدينية وأحكام العبادات، وقوانين الفضائل والآداب، وقواعد التشريع السياسي والمدني والاجتماعي الموافقة لكل زمان ومكان.9- الحكم البالغة التي لم تجر العادة بأن تصدر في كثرتها وشرفها من آدمي.10- التناسب في جميع ما تضمنه القرآن ظاهرا وباطنا، من غير اختلاف،
قال الله تعالى: وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ، لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [النساء 4/ 82] .يظهر من بيان هذه الأوجه في إعجاز القرآن أنها تشمل الأسلوب والمعنى.
أما خصائص الأسلوب فهي أربعة:
الأولى- النسق البديع والنظم الغريب، والوزن العجيب المتميز عن جميع كلام العرب، شعرا ونثرا وخطابة.الثانية- السمو المتناهي في جمال اللفظ، ورقة الصياغة، وروعة التعبير.الثالثة- التآلف الصوتي في نظم الحروف ورصفها، وترتيبها، وصياغتها، وإيحاءاتها، بحيث تصلح خطابا لكل الناس على اختلاف المستويات الفكرية والثقافية، مع تسهيل سبيلها وحفظها لمن أراد، قال تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر 54/ 17] .الرابعة- تناسب اللفظ والمعنى، وجزالة اللفظ وإيفاء المعنى، ومناسبة التعبير للمقصود، والإيجاز والقصد دون أي تزيّد، وترسيخ المعاني بصور فنية محسوسة تكاد تلمسها، وتتفاعل معها، بالرغم من تكرارها بصورة جذابة فريدة.[وأما خصائص المعنى فهي أربعة أيضا:]الأولى- التوافق مع العقل والمنطق والعلم والعاطفة.الثانية- قوة الإقناع، واجتذاب النفس، وتحقيق الغاية بنحو حاسم قاطع.الثالثة- المصداقية والتطابق مع أحداث التاريخ، والواقع المشاهد، وسلامته على طوله من التعارض والتناقض والاختلاف، خلافا لجميع كلام البشر.
الرابعة- انطباق المعاني القرآنية على مكتشفات العلوم والنظريات الثابتة.ويجمع هذه الخصائص آيات ثلاث في وصف القرآن، وهي قوله تعالى: الر. كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ، ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [هود 11/ 1] وقوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ، وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ، لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَلا مِنْ خَلْفِهِ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت 41/ 41- 42] وقوله عز وجل: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [الحشر 59/ 21] .وسيظل القرآن الكريم ناطقا بالمعجزات في كل عصر، فهو- كما قال الرافعي «1» - كتاب كل عصر، وله في كل دهر دليل من الدهر على الإعجاز، وهو معجز في تاريخه دون سائر الكتب، ومعجز في أثره الإنساني، ومعجز كذلك في حقائقه، وهذه وجوه عامة لا تخالف الفطرة الإنسانية في شيء، فهي باقية ما بقيت.
خامسا- عربية القرآن وترجمته إلى اللغات الأخرى:القرآن كله عربي «2» ، نزل بلسان العرب، وما من لفظ فيه إلا وهو عربي أصلا، أو معرّب خاضع لموازين اللغة العربية وقوالبها ومقاييسها ... وقد زعم بعض الناس أن القرآن ليس عربيا خالصا، لاشتماله على بعض كلمات من أصل أعجمي (غير عربي) ، مثل (سندس) و (إستبرق) وأنكر بعض العرب ألفاظ (قسورة) و (كبّارا) ، و (عجاب)فدخل شيخ طاعن في السن على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال له الرسول صلّى الله عليه وسلم: قم، ثم قال له: اقعد، كرر ذلك
(1) إعجاز القرآن: ص 173، 175
(2) تفسير الطبري: 1/ 25
مرات، فقال الشيخ: أتهز أبي، يا ابن (قسورة) ، وأنا رجل (كبارا) ، إن هذا الشيء (عجاب) ! فسألوه، هل هذا في اللغة العربية؟ فقال: نعم.وكان الإمام الشافعي رحمه الله أول من رد بكلامه الفصيح، وحجته القوية على هذا الزعم، مبينا أنه ليس في كتاب الله شيء إلا بلسان العرب، مفندا حجج هؤلاء الزاعمين وأهمها ثنتان:الأولى- أن في القرآن خاصا يجهل بعضه بعض العرب.والثانية- أن في القرآن ما ينطق به غير العرب.ورد على الحجة الأولى: بأن جهل بعض العرب ببعض القرآن ليس دليلا على عجمة بعض القرآن، بل هو دليل على جهل هؤلاء ببعض لغتهم، فليس لأحد أن يدعي الإحاطة بكل ألفاظ اللسان العربي، لأنه أوسع الألسنة مذهبا، وأكثرها لفظا، ولا يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي.ثم رد على الحجة الثانية: بأن بعض الأعاجم قد تعلم بعض الألفاظ العربية، وسرت إلى لغاتهم، ويحتمل أن يوافق لسان العجم أو بعض الألسنة قليلا من لسان العرب، وقد يكون بعض الألفاظ العربية من أصل أعجمي، لكن هذا القليل النادر من أصل غير عربي قد سرى قديما إلى العرب، فعرّبوه، وأنزلوه على طبيعة لغتهم، وجعلوه صادرا من لسانهم، بحسب حروفهم ومخارج تلك الحروف وصفاتها في لغة العرب، وذلك مثل الألفاظ المرتجلة والأوزان المبتدأة لها، وإن كانت في الأصل تقليدا في تغمتها للغات الأخرى «1» .وتضافرت الآيات القرآنية بالتصريح بأن القرآن كله عربي، جملة
(1) الرسالة للإمام الشافعي: ص 41- 50، ف 133- 170، وانظر المستصفى للغزالي: 1/ 68، وروضة الناظر: 1/ 184
وتفصيلا، وأنه نزل بلسان العرب قوم النّبي صلّى الله عليه وسلم، منها قوله تعالى: الر، تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ. إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا، لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف 12/ 1- 2] ومنها قوله سبحانه: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ. بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء 26/ 192- 195] ومنها: وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا [الرعد 13/ 37] ومنها: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا، لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها [الشورى 42/ 7] ومنها: حم. وَالْكِتابِ الْمُبِينِ. إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا، لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الزخرف 43/ 1- 3] ومنها: قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ، لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الزمر 39/ 28] .ورتب الشافعي على عربية القرآن حكما مهما جدا، فقال: فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده، حتى يشهد به أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، ويتلو به كتاب الله، وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير، وأمر به من التسبيح والتشهد، وغير ذلك.وكان من مزية عربية القرآن وفضله على العرب أمران عظيمان هما:الأول- إن تعلم القرآن والنطق به على أصوله يقوّم اللسان، ويفصّح المنطق، ويصحح الكلام، ويساعد على فهم لغة العرب، فليس هناك شيء يشبه القرآن في تقويم الألسنة، حين تتأثر باللهجات العامية المختلفة.الثاني- كان للقرآن الفضل الأكبر في الحفاظ على اللغة العربية، في مسيرة القرون الأربعة عشر الغابرة، بما اشتملت عليه من فترات ضعف وتخلف وتسلط المستعمرين الأوربيين على بلاد العرب، بل إن القرآن عامل أساسي في توحيد العرب، وباعث قوي ساعد في انتفاضة العرب ضد المحتل الغاصب والمستعمر البغيض، مما أعاد الصحوة الإسلامية إلى أوطان العرب والإسلام، وربط بين المسلمين برباط الإيمان والعاطفة القوية الصادقة، لا سيما في أوقات المحنة والحروب ضد المحتلين.[ترجمة القرآن:]يحرم ولا يصح شرعا ترجمة نظم القرآن الكريم، لأن ذلك متعذر غير ممكن، بسبب اختلاف طبيعة اللغة العربية التي نزل بها القرآن عن سائر اللغات الأخرى، ففي العربية المجاز والاستعارة والكناية والتشبيه والصور الفنية التي لا يمكن صبها بألفاظها في قوالب لغة أخرى، ولو حدث ذلك لفسد المعنى، واختل التركيب، وحدثت العجائب في فهم المعاني والأحكام، وذهبت قدسية القرآن، وزالت عظمته وروعته، وتبددت بلاغته وفصاحته التي هي سبب إعجازه.لكن يجوز شرعا ترجمه معاني القرآن أو تفسيره، على أنه ليس هو القرآن، فلا تعد ترجمة القرآن قرآنا، مهما كانت الترجمة دقيقة، ولا يصح الاعتماد عليها في استنباط الأحكام الشرعية، لأن فهم المراد من الآيات يحتمل الخطأ، وترجمتها إلى لغة أخرى يحتمل الخطأ أيضا، ولا يصح الاعتماد على الترجمة مع وجود هذين الاحتمالين «1» .ولا تصح الصلاة بالترجمة «2» ، ولا يتعبد بتلاوتها، لأن القرآن اسم للنظم والمعنى، والنظم: هو عبارات القرآن في المصاحف. والمعنى: هو ما تدل عليه العبارات، ولا تعرف أحكام الشرع الثابتة بالقرآن إلا بمعرفة النظم والمعنى.
(1) وهذا هو الحادث الآن، فقد ترجم القرآن الكريم إلى زهاء خمسين لغة، وكلها ترجمات ناقصة، أو مشوهة، وغير موثوقة، وحبذا لو صدرت ترجمة من ثقات العلماء المسلمين.
(2) تفسير الرازي: 1/ 209
سادسا- الحروف التي في أوائل السور- الحروف المقطعة:بدأ الحق سبحانه وتعالى بعض السور المكية أو المدنية القرآنية ببعض حروف التهجي أو الحروف المقطعة، منها البسيط المؤلف من حرف واحد، وذلك في سور ثلاث: صاد وقاف والقلم، إذ افتتحت الأولى بحرف: أَحْرَصَ والثانية بحرف: بَرْقٌ، والثالثة بحرف: ن.ومنها فواتح عشر سور مؤلفة من حرفين، سبع منها متماثلة تسمى:الحواميم، لابتدائها بحرفي: لَحْمَ، وهي سور: غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف، وتتمة العشر: هي سور: طه، وطس، ويس.ومنها فواتح ثلاث عشرة سورة مركبة من ثلاثة أحرف، ست منها بدئت بالم وهي سور: البقرة، وآل عمران، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة. وخمس منها بلفظ الر: وهي سور: يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر. واثنتان منها بدئت بطسم، وهما سورتا الشعراء والقصص.ومنها سورتان افتتحتا بأربعة أحرف، وهما سورة الأعراف وفاتحتها المص وسورة الرعد وفاتحتها المر.ومنها سورة واحدة افتتحت بخمسة حروف هي سورة مريم ومستهلها:كهيعص. فصارت مجموعة الفواتح القرآنية تسعا وعشرين، وهي على ثلاثة عشر شكلا، وحروفها أربعة عشر، وهي نصف الحروف الهجائية «1» وقد اختلف أهل التأويل المفسرون في بيان المقصود من فواتح السور «2» ،
(1) مباحث في علوم القرآن للدكتور صبحي الصالح: ص 234 وما بعدها.
(2) تفسير القرطبي: 1/ 154 وما بعدها. [.....]
فقال جماعة: هي سرّ الله في القرآن، ولله في كل كتاب سر، وهي مما استأثر الله بعلمه، فهو من المتشابه الذي نؤمن به، على أنه من عند الله، دون تأويل ولا تعليل، لكنه أمر مفهوم عند النّبي صلّى الله عليه وسلم.وقال جماعة: لا بد أن يكون لذكره معنى وجيه، والظاهر أنه إيماء إلى إقامة الحجة على العرب وتثبيته في أسماعهم وآذانهم، بعد أن تحداهم القرآن على أن يأتوا بمثله، علما بأن القرآن مؤتلف من حروف هي التي منها بناء كلامهم.فكأنه يقول لهم: كيف تعجزون عن الإتيان بمثله أو بمثل سورة منه؟ مع أنه كلام عربي، مكون من حروف هجائية، ينطق بها كل عربي: أمي أو متعلم، وهم أساطين البيان وفرسان الفصاحة والبلاغة، ويعتمدون على هذه الحروف في الكلام: نثره وشعره وخطابته وكتابته، وهم يكتبون بهذه الحروف، ومع هذا فقد عجزوا عن مجاراة القرآن الذي نزل على محمد صلّى الله عليه وسلم، فقامت الحجة عليهم أنه كلام الله، لا كلام بشر، فيجب الإيمان به، وتكون الفواتح الهجائية تقريعا لهم وإثباتا لعجزهم أن يأتوا بمثله.لكنهم لما عجزوا عن معارضة القرآن، كانوا مكابرين معاندين في عدم الإيمان به، وقالوا ببلاهة وسخف، وسطحية وسذاجة عن محمد والقرآن: محمد ساحر، شاعر، مجنون، والقرآن: أساطير الأولين. وذلك كله آية الإفلاس، ومظهر الضعف، وفقد الحجة، وكذب المعارضة والممانعة، وكفر المقلّدة، والعكوف على التقاليد العتيقة البالية، والعقائد الوثنية الموروثة الخرقاء.والرأي الثاني هو رأي جماهير المفسرين والمحققين من العلماء، وهو المعقول المقتضي فتح الأسماع، واستماع القرآن، والإقرار بأنه كلام الله تعالى.
سابعا- التشبيه والاستعارة والمجاز والكناية في القرآن:إن القرآن الكريم الذي نزل بلسان العرب، لم يخرج عن طبيعة اللغة العربية
في استعمال اللفظ بطريق الحقيقة تارة (وهي استعمال اللفظ فيما وضع له من المعنى في اصطلاح التخاطب) واستعماله بطريق المجاز (استعمال الكلمة في معنى آخر غير ما وضعت له، لعلاقة بين المعنى الأصلي للكلمة، والمعنى الآخر الذي استعملت فيه) ، واستخدام التشبيه (وهو أن شيئا أو أشياء شاركت غيرها في صفة أو أكثر بأداة هي الكاف ونحوها، ملفوظة أو ملحوظة) والاعتماد على الاستعارة (وهي تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه، وعلاقته دائما المشابهة) «1» .
[أما التشبيه:]
فكثير في القرآن، سواء أكان بحسب وجه الشبه مفردا أم مركبا، فمن التشبيه المفرد أو غير التمثيل (وهو ما لا يكون وجه الشبه فيه منتزعا من متعدد، بل من مفرد، مثل زيد أسد، انتزع وجه الشبه من مفرد، وهو أن زيدا أشبه الأسد من جهة الشجاعة) : قوله تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ، خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ، ثُمَّ قالَ لَهُ: كُنْ فَيَكُونُ [آل عمران 3/ 59] .ومن التشبيه المركب أو تشبيه التمثيل (وهو ما كان وجه الشبه منتزعا فيه من متعدد، أو هو كما قال السيوطي في الإتقان: أن ينتزع وجه الشبه من أمور مجموع بعضها إلى بعض) قوله تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ، ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها، كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً [الجمعة 62/ 5] فالتشبيه مركب من أحوال الحمار، وهو حرمان الانتفاع بأبلغ نافع، مع تحمل التعب في استصحابه. وقوله تعالى: إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ، فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ، مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ، حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها، وَازَّيَّنَتْ، وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها، أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً، فَجَعَلْناها حَصِيداً، كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ [يونس 10/ 24] فيه عشر جمل، وقع التركيب من مجموعها، بحيث لو سقط منها شيء، اختل التشبيه، إذ المقصود تشبيه حال الدنيا في سرعة
(1) انظر مباحث في علوم القرآن للدكتور صبحي الصالح: ص 322- 333
تقضيها، وانقراض نعيمها، واغترار الناس بها، بحال ماء نزل من السماء، وأنبت أنواع العشب، وزين بزخرفها وجه الأرض، كالعروس إذا أخذت الثياب الفاخرة، حتى إذا طمع أهلها فيها، وظنوا أنها مسلمة من الجوائح، أتاها بأس الله فجأة، فكأنّها لم تكن بالأمس.
وأما الاستعارة
التي هي من المجاز اللغوي أي في الكلمة الواحدة لا كالمجاز العقلي فكثيرة أيضا «1» ، مثل قوله تعالى: وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ [التكوير 81/ 18] . أستعير خروج النفس شيئا فشيئا لخروج النور من المشرق عند ظهور الفجر قليلا، ومثل قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً ... [النساء 4/ 10] شبه مال الأيتام بالنار، بجامع أن أكله يؤذي، كما تؤذي النار. ومثل قوله تعالى: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ [إبراهيم 14/ 1] أي لتخرج الناس من جهالاتهم وضلالاتهم إلى الدين القيم والعقيدة الحقة والعلم والأخلاق، شبه الجهالة والضلالة والعداوة بالظلام، في أن الإنسان لا يهتدي إلى الطريق الواضح في كل منهما، وشبه الدين القيم بالنور في أن الإنسان يهتدي إلى الطريق الواضح في كل منهما.
[وأما المجاز:]
فأنكر جماعة من العلماء وجوده في القرآن (منهم الظاهرية، وبعض الشافعية كأبي حامد الاسفراييني وابن القاصّ، وبعض المالكية كابن خويز منداد البصري، وابن تيمية) وشبهتهم أن المجاز أخو الكذب، والقرآن منزه عنه، وأن المتكلم لا يعدل إليه إلا إذا ضاقت به الحقيقة فيستعير، وذلك محال على الله، فالجدار لا يريد في قوله تعالى: يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ [الكهف 18/ 77] .والقرية لا تسأل في قوله تعالى: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ [يوسف 12/ 82] «2» .
(1) تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة: ص 102 وما بعدها.
(2) المرجع السابق: ص 99
لكن الذين تذوقوا جمال الأسلوب القرآني، يرون أن هذه الشبهة باطلة، ولو سقط المجاز من القرآن لسقط منه شطر الحسن، مثل قوله تعالى: وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ، وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ، فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً [الإسراء 17/ 29] دلت القرينة على أن المعنى الحقيقي غير مراد، وأن الآية تنهى عن كل من التبذير والبخل.
[والكناية:]
«وهي لفظ أريد به لازم معناه» كثيرة أيضا في القرآن، لأنها من أبلغ الأساليب في الرمز والإيمان، فالله تعالى رمز إلى الغاية من المعاشرة الزوجية، وهي التناسل، بلفظ (الحرث) في قوله: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ، فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [البقرة 2/ 223] ، ووصف الله العلاقة بين الزوجين، بما فيها من مخالطة وملابسة، بأنها لباس من كل منهما للآخر، في قوله: هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ، وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ [البقرة 2/ 187] ورمز إلى الجماع بقوله سبحانه:أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ [النساء 4/ 43] وقوله: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ [البقرة 2/ 187] . وكنى عن عفة النفس وطهارة الذيل بقوله تعالى:وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر 74/ 4] .
[والتعريض:]
«وهو أن تذكر اللفظ وتستعمله في معناه، وتلوّح به إلى ما ليس من معناه، لا حقيقة ولا مجازا» مستعمل أيضا في القرآن، مثاله:وَقالُوا: لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ، قُلْ: نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا [التوبة 9/ 81] ليس المراد به ظاهر الكلام وهو ازدياد حر جهنم، وكونه أشد من حر الدنيا، ولكن الغرض الحقيقي هو التعريض بهؤلاء المتخلفين عن القتال، المعتذرين بشدة الحر، بأنهم سيردون جهنم، ويجدون حرها الذي لا يوصف. ومنه قوله تعالى حكاية عن قول إبراهيم: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا [الأنبياء 21/ 63] نسب الفعل إلى كبير الأصنام المتخذة آلهة، لما يعلمون إذا نظروا بعقولهم، من عجز كبيرها عن ذلك الفعل، والإله لا يكون عاجزا.
[فوائد:]
القرآن ثلاثون جزءا 30 عدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة 114 عدد آي القرآن 6236 على طريقة الكوفيين.الأمر 1000 النهي 1000 الوعد 1000 الوعيد 1000 القصص والأخبار 1000 العبر والأمثال 1000 الحرام والحلال 500 الدعاء 100 الناسخ والمنسوخ 66
الرسم: طريقة كتابة الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها، والوقوف عليها.والمصحف: هو المصحف العثماني الإمام الذي أمر بكتابته سيدنا عثمان رضي الله عنه، والذي أجمع عليه الصحابة رضوان الله عليهم «1» .والرسم العثماني: هو الطريقة التي كتبت بها المصاحف الستة في عهد عثمان رضي الله عنه. وهو الرسم المتداول المعمول به بعد البدء بطباعة القرآن في البندقية سنة 1530 م، وما تلاها من طبعة إسلامية خالصة للقرآن في سانت بترسبوغ، في روسيا، سنة 1787 م، ثم في الآستانة سنة 1877 م.
(1) المصاحف للسجستاني: ص 50
وللعلماء رأيان في طريقة كتابة القرآن أو الإملاء «1»
:1- رأي جمهور العلماء ومنهم الإمامان مالك وأحمد: أنه يجب كتابة القرآن كما وردت برسمها العثماني في المصحف الإمام، ويحرم مخالفة خط عثمان في جميع أشكاله في كتابة المصاحف، لأن هذا الرسم يدلّ على القراءات المتنوعة في الكلمة الواحدة.
2- رأي بعض العلماء (وهم أبو بكر الباقلاني وعز الدين بن عبد السلام وابن خالدون) : أنه تجوز كتابة المصاحف بالطرق أو الرسوم الإملائية المعروفة للناس، لأنّه لم يرد نص في الرسم، وإن ما في الرسم من زيادات أو حذوف لم يكن توقيفا أوحى الله به على رسوله، ولو كان كذلك لآمنا به وحرصنا عليه، وإذا كتب المصحف بالإملاء الحديث أمكن قراءته صحيحا وحفظه صحيحا.
وقد رأت لجنة الفتوى بالأزهر وغيرها من علماء العصر «2» الوقوف عند المأثور من كتابة المصحف، احتياطا لبقاء القرآن على أصله لفظا وكتابة، وحفاظا على طريقة كتابته في العصور الإسلامية السابقة، دون أن ينقل عن أحد من أئمة الاجتهاد تغيير هجاء المصحف عما رسم به أولا، ولمعرفة القراءة المقبولة والمردودة، فلا يفتح فيه باب الاستحسان الذي يعرض القرآن للتغيير والتحريف، أو للتلاعب به، أو البعث بآياته من ناحية الكتابة. لكن لا مانع في رأي جماهير العلماء من كتابة القرآن بطرق الإملاء الحديثة في مجال الدرس والتعليم، أو عند الاستشهاد بآية أو أكثر في بعض المؤلفات الحديثة، أو في كتب وزارة التربية والتعليم، أو أثناء عرضه على شاشة التلفاز.
(1) تلخيص الفوائد لابن القاصّ: ص 56 وما بعدها، الإتقان للسيوطي: 2/ 166، البرهان في علوم القرآن للزركشي: 1/ 379، 387، مقدمة ابن خالدون: ص 419. [.....] (2) مجلة الرسالة: العدد 216، سنة 1937، ومجلة المقتطف تموز سنة 1933
ثالثا- الأحرف السبعة والقراءات السبع:روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه» «1»أي سبعة أوجه، وهو سبع لغات ولهجات من لغات العرب ولهجاتهم، يجوز أن يقرأ بكل لغة منها، وليس المراد: أن كل كلمة منه تقرأ على سبعة أوجه وإنما لا يخرج عنها، فإما أن تكون بلغة قريش، وهو الغالب، وإما أن تكون بلغة قبيلة أخرى، لأنها أفصح، وتلك اللغات التي كانت مشهورة شائعة عذبة اللفظ هي: لغة قريش، وهذيل، وتميم، والأزد، وربيعة، وهوازن، وسعد بن بكر. وهذا هو الأشهر والراجح.وفي رأي آخر: المراد بالسبعة: أوجه القراءات القرآنية، فاللفظ القرآني الواحد مهما يتعدد أداؤه وتتنوع قراءته لا يخرج التغاير فيه عن الوجوه السبعة الآتية وهي «2» :1- الاختلاف في إعراب الكلمة أو في حركة بنائها بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها، أو يغير معناها، مثل (فتلقى آدم) قرئ (آدم) .2- الاختلاف في الحروف، إما بتغير المعنى مثل (يعلمون وتعلمون) ، وإما بتغير الصورة دون المعنى مثل (الصراط) و (السراط) .3- اختلاف أوزان الأسماء في إفرادها وتثنيتها وجمعها وتذكيرها وتأنيثها، مثل (أماناتهم) و (أمانتهم) .
(1) أخرجه الجماعة: البخاري ومسلم ومالك في الموطأ والترمذي وأبو داود والنسائي (جامع الأصول: 3/ 31) . (2) تفسير القرطبي: 1/ 42- 47، تفسير الطبري: 1/ 23 وما بعدها، تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة: ص 28 وما بعدها، تاريخ الفقه الإسلامي للسايس: ص 20 وما بعدها، مباحث في علوم القرآن للدكتور صبحي صالح: ص 101- 116
- الاختلاف بإبدال كلمة بكلمة يغلب أن تكون إحداهما مرادفة للأخرى مثل (كالعهن المنفوش) أو (كالصوف المنفوش) وقد يكون بإبدال حرف بآخر مثل (ننشزها) و (ننشرها) .5- الاختلاف بالتقديم والتأخير، مثل (فيقتلون ويقتلون) قرئ (فيقتلون ويقتلون) .6- الاختلاف بالزيادة والنقص، مثل (وما خلق الذكر والأنثى) قرئ (والذكر والأنثى) .7- اختلاف اللهجات في الفتح والإمالة، والترقيق والتفخيم، والهمز والتسهيل، وكسر حروف المضارعة، وقلب بعض الحروف، وإشباع ميم الذكور، وإشمام بعض الحركات، مثل (وهل أتاك حديث موسى) و (بلى قادرين على أن نسوي بنانه) قرئ بإمالة: (أتى) ، (وموسى) ، (وبلى) وقوله تعالى: (خبيرا بصيرا) بترقيق الراءين، و (الصلاة) و (الطلاق) بتفخيم اللامين. وقوله تعالى: (قد أفلح) بترك الهمزة ونقل حركتها من أول الكلمة الثانية إلى آخر الكلمة الأولى، وهو ما يسمى (تسهيل الهمزة) . وقوله تعالى: (لقوم يعلمون، نحن نعلم، وتسود وجوه، ألم أعهد) بكسر حروف المضارعة في جميع هذه الأفعال. وقوله تعالى: (حتى حين) قرأه الهذليون (عتى عين) بقلب الحاء عينا. وقوله تعالى: (عليهم دائرة السّوء) بإشباع ميم جمع الذكور. وقوله تعالى: (وغيض الماء) بإشباع ضمة الغين مع الكسر.والخلاصة: إن الأحرف السبعة: هي اللغات السبع التي اشتملت عليها لغة مضر في القبائل العربية، وليست هي القراءات السبع أو العشر المتواترة المشهورة، فهذه القراءات التي انتشرت كثيرا في عصر التابعين ثم اشتهرت في القرن الرابع بعد ظهور كتاب في القراءات للإمام المقرئ ابن مجاهد، تعتمد على غير الأصل الذي يتعلق بالأحرف السبعة، وتتفرع من حرف واحد من الأحرف السبعة، كما أبان القرطبي.ثم إن الكلام على الأحرف السبعة أصبح تاريخيا، فقد كانت تلك الأحرف السبعة توسعة في النطق بها على الناس في وقت خاص للضرورة، لعجزهم عن أخذ القرآن على غير لغاتهم، لأنهم كانوا أميين لا يكتب إلا القليل منهم، ثم زال حكم تلك الضرورة، وارتفع حكم تلك الأحرف السبعة، وعاد ما يقرأ به القرآن على حرف واحد، ولم يكتب القرآن إلا بحرف واحد منذ عهد عثمان، مما قد تختلف فيه كتابة الحروف، وهو حرف قريش الذي نزل به القرآن، كما أوضح الطحاوي وابن عبد البر وابن حجر وغيرهم «1» .
رابعا- القرآن كلام الله وأدلة الإثبات بوجوه الإعجاز:إن القرآن العظيم المسموع والمكتوب: هو كلام الله القديم العزيز العليم، ليس شيء منه كلاما لغيره من المخلوقين، لا جبريل، ولا محمّد ولا غيرهما، والناس يقرءونه بأصواتهم «2» . قال الله تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ، بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء 26/ 192- 195] وقال عز وجل: قُلْ: نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ، لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا، وَهُدىً، وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل 16/ 102] .والدليل على أن القرآن كلام الله: هو عجز الإنس والجن عن الإتيان بمثل أقصر سورة منه، وهذا هو المراد بإعجاز القرآن: أي عجز البشر عن الإتيان بمثله، في بلاغته، أو تشريعه أو مغيباته. قال الله تعالى مستثيرا العرب المعروفين بأنهم أساطين البيان وفرسان الفصاحة والبلاغة، ومتحديا لهم بأن يأتوا
(1) تفسير القرطبي: 1/ 42- 43، فتح الباري: 9/ 24- 25، شرح مسلم للنووي: 6/ 100
(2) فتاوى ابن تيمية: 12/ 117- 161، 172
بمثل القرآن في نظمه ومعانيه وبيانه المشرق البديع الفريد ولو بمثل سورة منه:وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا، فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ، وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ، إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا، وَلَنْ تَفْعَلُوا، فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ، أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ [البقرة 2/ 23- 24] .وتتكرر آي القرآن في مناسبات مختلفة مطالبة بمجاراة القرآن وتحدي العرب الذين عارضوا الدعوة الإسلامية، ولم يؤمنوا بالقرآن، ولم يقرّوا بنبوة محمد صلّى الله عليه وسلم، فقال تعالى: قُلْ: لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ، لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ، وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً أي معينا [الإسراء 17/ 88] . وإذ عجزوا عن الإتيان بالمثيل، فليأتوا بعشر سور مثله، فقال سبحانه: أَمْ يَقُولُونَ: افْتَراهُ، قُلْ: فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ، وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ، فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ، وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ، فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [هود 11/ 13- 14] .ثم أكد الحق سبحانه التحدي أو المعارضة بمثل سورة من القرآن بعد العجز عن المثل الكامل أو عن عشر سور منه، فقال تعالى: أَمْ يَقُولُونَ: افْتَراهُ قُلْ: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ، وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ، إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ [يونس 10/ 38] .قال الطبري «1» : إن الله تعالى ذكره جمع لنبينا محمد صلّى الله عليه وسلم ولأمته، بما أنزل إليه من كتابه معاني لم يجمعهن بكتاب أنزله إلى نبي قبله، ولا لأمة من الأمم قبلهم، وذلك أن كل كتاب أنزله جلّ ذكره على نبي من أنبيائه قبله، فإنما أنزله ببعض المعاني التي يحوي جميعها كتابه الذي أنزله إلى نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم، كالتوراة
(1) تفسير الطبري: 1/ 65- 66
التي هي مواعظ وتفصيل، والزبور الذي هو تمحيد وتمجيد، والإنجيل الذي هو مواعظ وتذكير، لا معجزة في واحد منها تشهد لمن أنزل إليه بالتصديق.والكتاب الذي أنزل على نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم يحوي معاني ذلك كله، ويزيد عليه كثيرا من المعاني التي سائر الكتب، غيره منها خال. ومن أشرف تلك المعاني التي فضل بها كتابنا سائر الكتب: نظمه العجيب، ووصفه الغريب، وتأليفه البديع الذي عجزت عن نظم مثل أصغر سورة منه الخطباء، وكلّت عن وصف شكل بعضه البلغاء، وتحيرت في تأليفه الشعراء، وتبلدت قصورا عن أن تأتي بمثله لديه أفهام الفهماء، فلم يجدوا له إلا التسليم والإقرار بأنه من عند الله الواحد القهار، مع ما يحوي مع ذلك من المعاني التي هي ترغيب وترهيب، وأمر وزجر، وقصص وجدل ومثل، وما أشبه ذلك من المعاني التي لم تجتمع في كتاب أنزل إلى الأرض من السماء.
[ومظاهر الإعجاز أو أوجه الإعجاز كثيرة:]
منها ما يخص العرب في روعة بيانه وبلاغة أسلوبه وجزالة ألفاظه أو نظمه، سواء في اختيار الكلمة القرآنية أو الجملة والتركيب ونظم الكلام، ومنها ما يشمل العرب وغيرهم من عقلاء الناس بالإخبار عن المغيبات في المستقبل، وعن الماضي البعيد من عهد آدم عليه السّلام إلى مبعث محمد صلّى الله عليه وسلم، وبالتشريع المحكم الشامل لكل شؤون الحياة العامة والخاصة. وأكتفي هنا بإيجاز مظاهر الإعجاز وهي عشرة كما ذكر القرطبي «1» :أ- النظم البديع المخالف لكل نظم معهود في لسان العرب وفي غيره، لأن نظمه ليس من نظم الشعر في شيء.
(1) تفسير القرطبي: 1/ 73- 75، وانظر دلائل الإعجاز في علم المعاني، للإمام عبد القاهر الجرجاني: ص 294 وما بعدها، إعجاز القرآن للباقلاني: ص 33- 47، إعجاز القرآن للرافعي: ص 238- 290، تفسير المنار: 1/ 198- 215
- الأسلوب المخالف لجميع أساليب العرب.3- الجزالة التي لا تصح من مخلوق بحال، وتأمل ذلك في سورة ق، وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ وقوله سبحانه: وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ إلى آخر سورة الزمر، وكذلك قوله سبحانه: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إلى آخر سورة [إبراهيم 14/ 42] .4- التصرف في لسان العرب على وجه لا يستقل به عربي، حتى يقع منهم الاتفاق من جميعهم على إصابته في وضع كل كلمة وحرف موضعه.5- الإخبار عن الأمور التي تقدمت في أول الدنيا إلى وقت نزوله على قلب النّبي الأمي صلّى الله عليه وسلم، فأخبر بما كان من قصص الأنبياء مع أممها، والقرون الخالية في دهرها، وذكر ما سأله أهل الكتاب عنه، وتحدوه به من قصة أهل الكهف، وشأن موسى والخضر عليهما السلام، وحال ذي القرنين، فجاءهم النبي صلّى الله عليه وسلم- وهو أمي من أمة أمية، ليس لها بذلك علم، بما عرفوا من الكتب السالفة، فتحققوا صدقه.6- الوفاء بالوعد، المدرك بالحس في العيان، في كل ما وعد الله سبحانه، وينقسم: إلى أخباره المطلقة، كوعده بنصر رسوله عليه السّلام، وإخراج الذين أخرجوه من وطنه. وإلى وعد مقيد بشرطه، كقوله: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق 65/ 3] ووَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن 64/ 11] ووَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق 65/ 2] وإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ [الأنفال 8/ 65] وشبه ذلك.7- الإخبار عن المغيبات في المستقبل التي لا يطلع عليها إلا بالوحي، ولا يقدر عليه البشر، ولا سبيل لهم إليه، من ذلك ما وعد الله تعالى نبيه عليه السلام أنه سيظهر دينه على الأديان، بقوله عز وجل: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ
بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ، لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[التوبة 9/ 33] ، ففعل ذلك. ومنه قوله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا: سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ، وَبِئْسَ الْمِهادُ [آل عمران 3/ 12] . ومنه قوله تعالى:لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ، لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ، إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ [الفتح 48/ 27] . ومنه قوله تعالى: الم. غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ، وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ، سَيَغْلِبُونَ. فِي بِضْعِ سِنِينَ[الروم 30/ 1- 3] .فهذه كلها أخبار عن الغيوب التي لا يقف عليها إلا رب العالمين، أو من أوقفه عليها رب العالمين، وقد عجز الزمان عن إبطال شيء منها، سواء في الخلق والإيجاد أم في بيان أخبار الأمم، أم في وضع التشريع السوي لكل الأمم، أم في توضيح كثير من المسائل العلمية والتاريخية، مثل وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ [الحجر 15/ 22] وآية أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً [الأنبياء 21/ 30] ، وآية وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ [الذاريات 51/ 49] وآية وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ [الحجر 15/ 19] وآية إثبات كروية الأرض: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ [الزمر 39/ 5] والتكوير: اللف على الجسم المستدير. واختلاف مطالع الشمس في آية وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها إلى قوله وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس 36/ 38- 40] .8- ما تضمنه القرآن من العلم الذي هو قوام جميع الأنام، في الحلال والحرام، وفي سائر الأحكام، فهو يشتمل على العلوم الإلهية، وأصول العقائد الدينية وأحكام العبادات، وقوانين الفضائل والآداب، وقواعد التشريع السياسي والمدني والاجتماعي الموافقة لكل زمان ومكان.9- الحكم البالغة التي لم تجر العادة بأن تصدر في كثرتها وشرفها من آدمي.10- التناسب في جميع ما تضمنه القرآن ظاهرا وباطنا، من غير اختلاف،
قال الله تعالى: وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ، لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [النساء 4/ 82] .يظهر من بيان هذه الأوجه في إعجاز القرآن أنها تشمل الأسلوب والمعنى.
أما خصائص الأسلوب فهي أربعة:
الأولى- النسق البديع والنظم الغريب، والوزن العجيب المتميز عن جميع كلام العرب، شعرا ونثرا وخطابة.الثانية- السمو المتناهي في جمال اللفظ، ورقة الصياغة، وروعة التعبير.الثالثة- التآلف الصوتي في نظم الحروف ورصفها، وترتيبها، وصياغتها، وإيحاءاتها، بحيث تصلح خطابا لكل الناس على اختلاف المستويات الفكرية والثقافية، مع تسهيل سبيلها وحفظها لمن أراد، قال تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر 54/ 17] .الرابعة- تناسب اللفظ والمعنى، وجزالة اللفظ وإيفاء المعنى، ومناسبة التعبير للمقصود، والإيجاز والقصد دون أي تزيّد، وترسيخ المعاني بصور فنية محسوسة تكاد تلمسها، وتتفاعل معها، بالرغم من تكرارها بصورة جذابة فريدة.[وأما خصائص المعنى فهي أربعة أيضا:]الأولى- التوافق مع العقل والمنطق والعلم والعاطفة.الثانية- قوة الإقناع، واجتذاب النفس، وتحقيق الغاية بنحو حاسم قاطع.الثالثة- المصداقية والتطابق مع أحداث التاريخ، والواقع المشاهد، وسلامته على طوله من التعارض والتناقض والاختلاف، خلافا لجميع كلام البشر.
الرابعة- انطباق المعاني القرآنية على مكتشفات العلوم والنظريات الثابتة.ويجمع هذه الخصائص آيات ثلاث في وصف القرآن، وهي قوله تعالى: الر. كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ، ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [هود 11/ 1] وقوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ، وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ، لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَلا مِنْ خَلْفِهِ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت 41/ 41- 42] وقوله عز وجل: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [الحشر 59/ 21] .وسيظل القرآن الكريم ناطقا بالمعجزات في كل عصر، فهو- كما قال الرافعي «1» - كتاب كل عصر، وله في كل دهر دليل من الدهر على الإعجاز، وهو معجز في تاريخه دون سائر الكتب، ومعجز في أثره الإنساني، ومعجز كذلك في حقائقه، وهذه وجوه عامة لا تخالف الفطرة الإنسانية في شيء، فهي باقية ما بقيت.
خامسا- عربية القرآن وترجمته إلى اللغات الأخرى:القرآن كله عربي «2» ، نزل بلسان العرب، وما من لفظ فيه إلا وهو عربي أصلا، أو معرّب خاضع لموازين اللغة العربية وقوالبها ومقاييسها ... وقد زعم بعض الناس أن القرآن ليس عربيا خالصا، لاشتماله على بعض كلمات من أصل أعجمي (غير عربي) ، مثل (سندس) و (إستبرق) وأنكر بعض العرب ألفاظ (قسورة) و (كبّارا) ، و (عجاب)فدخل شيخ طاعن في السن على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال له الرسول صلّى الله عليه وسلم: قم، ثم قال له: اقعد، كرر ذلك
(1) إعجاز القرآن: ص 173، 175
(2) تفسير الطبري: 1/ 25
مرات، فقال الشيخ: أتهز أبي، يا ابن (قسورة) ، وأنا رجل (كبارا) ، إن هذا الشيء (عجاب) ! فسألوه، هل هذا في اللغة العربية؟ فقال: نعم.وكان الإمام الشافعي رحمه الله أول من رد بكلامه الفصيح، وحجته القوية على هذا الزعم، مبينا أنه ليس في كتاب الله شيء إلا بلسان العرب، مفندا حجج هؤلاء الزاعمين وأهمها ثنتان:الأولى- أن في القرآن خاصا يجهل بعضه بعض العرب.والثانية- أن في القرآن ما ينطق به غير العرب.ورد على الحجة الأولى: بأن جهل بعض العرب ببعض القرآن ليس دليلا على عجمة بعض القرآن، بل هو دليل على جهل هؤلاء ببعض لغتهم، فليس لأحد أن يدعي الإحاطة بكل ألفاظ اللسان العربي، لأنه أوسع الألسنة مذهبا، وأكثرها لفظا، ولا يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي.ثم رد على الحجة الثانية: بأن بعض الأعاجم قد تعلم بعض الألفاظ العربية، وسرت إلى لغاتهم، ويحتمل أن يوافق لسان العجم أو بعض الألسنة قليلا من لسان العرب، وقد يكون بعض الألفاظ العربية من أصل أعجمي، لكن هذا القليل النادر من أصل غير عربي قد سرى قديما إلى العرب، فعرّبوه، وأنزلوه على طبيعة لغتهم، وجعلوه صادرا من لسانهم، بحسب حروفهم ومخارج تلك الحروف وصفاتها في لغة العرب، وذلك مثل الألفاظ المرتجلة والأوزان المبتدأة لها، وإن كانت في الأصل تقليدا في تغمتها للغات الأخرى «1» .وتضافرت الآيات القرآنية بالتصريح بأن القرآن كله عربي، جملة
(1) الرسالة للإمام الشافعي: ص 41- 50، ف 133- 170، وانظر المستصفى للغزالي: 1/ 68، وروضة الناظر: 1/ 184
وتفصيلا، وأنه نزل بلسان العرب قوم النّبي صلّى الله عليه وسلم، منها قوله تعالى: الر، تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ. إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا، لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف 12/ 1- 2] ومنها قوله سبحانه: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ. بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء 26/ 192- 195] ومنها: وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا [الرعد 13/ 37] ومنها: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا، لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها [الشورى 42/ 7] ومنها: حم. وَالْكِتابِ الْمُبِينِ. إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا، لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الزخرف 43/ 1- 3] ومنها: قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ، لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الزمر 39/ 28] .ورتب الشافعي على عربية القرآن حكما مهما جدا، فقال: فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده، حتى يشهد به أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، ويتلو به كتاب الله، وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير، وأمر به من التسبيح والتشهد، وغير ذلك.وكان من مزية عربية القرآن وفضله على العرب أمران عظيمان هما:الأول- إن تعلم القرآن والنطق به على أصوله يقوّم اللسان، ويفصّح المنطق، ويصحح الكلام، ويساعد على فهم لغة العرب، فليس هناك شيء يشبه القرآن في تقويم الألسنة، حين تتأثر باللهجات العامية المختلفة.الثاني- كان للقرآن الفضل الأكبر في الحفاظ على اللغة العربية، في مسيرة القرون الأربعة عشر الغابرة، بما اشتملت عليه من فترات ضعف وتخلف وتسلط المستعمرين الأوربيين على بلاد العرب، بل إن القرآن عامل أساسي في توحيد العرب، وباعث قوي ساعد في انتفاضة العرب ضد المحتل الغاصب والمستعمر البغيض، مما أعاد الصحوة الإسلامية إلى أوطان العرب والإسلام، وربط بين المسلمين برباط الإيمان والعاطفة القوية الصادقة، لا سيما في أوقات المحنة والحروب ضد المحتلين.[ترجمة القرآن:]يحرم ولا يصح شرعا ترجمة نظم القرآن الكريم، لأن ذلك متعذر غير ممكن، بسبب اختلاف طبيعة اللغة العربية التي نزل بها القرآن عن سائر اللغات الأخرى، ففي العربية المجاز والاستعارة والكناية والتشبيه والصور الفنية التي لا يمكن صبها بألفاظها في قوالب لغة أخرى، ولو حدث ذلك لفسد المعنى، واختل التركيب، وحدثت العجائب في فهم المعاني والأحكام، وذهبت قدسية القرآن، وزالت عظمته وروعته، وتبددت بلاغته وفصاحته التي هي سبب إعجازه.لكن يجوز شرعا ترجمه معاني القرآن أو تفسيره، على أنه ليس هو القرآن، فلا تعد ترجمة القرآن قرآنا، مهما كانت الترجمة دقيقة، ولا يصح الاعتماد عليها في استنباط الأحكام الشرعية، لأن فهم المراد من الآيات يحتمل الخطأ، وترجمتها إلى لغة أخرى يحتمل الخطأ أيضا، ولا يصح الاعتماد على الترجمة مع وجود هذين الاحتمالين «1» .ولا تصح الصلاة بالترجمة «2» ، ولا يتعبد بتلاوتها، لأن القرآن اسم للنظم والمعنى، والنظم: هو عبارات القرآن في المصاحف. والمعنى: هو ما تدل عليه العبارات، ولا تعرف أحكام الشرع الثابتة بالقرآن إلا بمعرفة النظم والمعنى.
(1) وهذا هو الحادث الآن، فقد ترجم القرآن الكريم إلى زهاء خمسين لغة، وكلها ترجمات ناقصة، أو مشوهة، وغير موثوقة، وحبذا لو صدرت ترجمة من ثقات العلماء المسلمين.
(2) تفسير الرازي: 1/ 209
سادسا- الحروف التي في أوائل السور- الحروف المقطعة:بدأ الحق سبحانه وتعالى بعض السور المكية أو المدنية القرآنية ببعض حروف التهجي أو الحروف المقطعة، منها البسيط المؤلف من حرف واحد، وذلك في سور ثلاث: صاد وقاف والقلم، إذ افتتحت الأولى بحرف: أَحْرَصَ والثانية بحرف: بَرْقٌ، والثالثة بحرف: ن.ومنها فواتح عشر سور مؤلفة من حرفين، سبع منها متماثلة تسمى:الحواميم، لابتدائها بحرفي: لَحْمَ، وهي سور: غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف، وتتمة العشر: هي سور: طه، وطس، ويس.ومنها فواتح ثلاث عشرة سورة مركبة من ثلاثة أحرف، ست منها بدئت بالم وهي سور: البقرة، وآل عمران، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة. وخمس منها بلفظ الر: وهي سور: يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر. واثنتان منها بدئت بطسم، وهما سورتا الشعراء والقصص.ومنها سورتان افتتحتا بأربعة أحرف، وهما سورة الأعراف وفاتحتها المص وسورة الرعد وفاتحتها المر.ومنها سورة واحدة افتتحت بخمسة حروف هي سورة مريم ومستهلها:كهيعص. فصارت مجموعة الفواتح القرآنية تسعا وعشرين، وهي على ثلاثة عشر شكلا، وحروفها أربعة عشر، وهي نصف الحروف الهجائية «1» وقد اختلف أهل التأويل المفسرون في بيان المقصود من فواتح السور «2» ،
(1) مباحث في علوم القرآن للدكتور صبحي الصالح: ص 234 وما بعدها.
(2) تفسير القرطبي: 1/ 154 وما بعدها. [.....]
فقال جماعة: هي سرّ الله في القرآن، ولله في كل كتاب سر، وهي مما استأثر الله بعلمه، فهو من المتشابه الذي نؤمن به، على أنه من عند الله، دون تأويل ولا تعليل، لكنه أمر مفهوم عند النّبي صلّى الله عليه وسلم.وقال جماعة: لا بد أن يكون لذكره معنى وجيه، والظاهر أنه إيماء إلى إقامة الحجة على العرب وتثبيته في أسماعهم وآذانهم، بعد أن تحداهم القرآن على أن يأتوا بمثله، علما بأن القرآن مؤتلف من حروف هي التي منها بناء كلامهم.فكأنه يقول لهم: كيف تعجزون عن الإتيان بمثله أو بمثل سورة منه؟ مع أنه كلام عربي، مكون من حروف هجائية، ينطق بها كل عربي: أمي أو متعلم، وهم أساطين البيان وفرسان الفصاحة والبلاغة، ويعتمدون على هذه الحروف في الكلام: نثره وشعره وخطابته وكتابته، وهم يكتبون بهذه الحروف، ومع هذا فقد عجزوا عن مجاراة القرآن الذي نزل على محمد صلّى الله عليه وسلم، فقامت الحجة عليهم أنه كلام الله، لا كلام بشر، فيجب الإيمان به، وتكون الفواتح الهجائية تقريعا لهم وإثباتا لعجزهم أن يأتوا بمثله.لكنهم لما عجزوا عن معارضة القرآن، كانوا مكابرين معاندين في عدم الإيمان به، وقالوا ببلاهة وسخف، وسطحية وسذاجة عن محمد والقرآن: محمد ساحر، شاعر، مجنون، والقرآن: أساطير الأولين. وذلك كله آية الإفلاس، ومظهر الضعف، وفقد الحجة، وكذب المعارضة والممانعة، وكفر المقلّدة، والعكوف على التقاليد العتيقة البالية، والعقائد الوثنية الموروثة الخرقاء.والرأي الثاني هو رأي جماهير المفسرين والمحققين من العلماء، وهو المعقول المقتضي فتح الأسماع، واستماع القرآن، والإقرار بأنه كلام الله تعالى.
سابعا- التشبيه والاستعارة والمجاز والكناية في القرآن:إن القرآن الكريم الذي نزل بلسان العرب، لم يخرج عن طبيعة اللغة العربية
في استعمال اللفظ بطريق الحقيقة تارة (وهي استعمال اللفظ فيما وضع له من المعنى في اصطلاح التخاطب) واستعماله بطريق المجاز (استعمال الكلمة في معنى آخر غير ما وضعت له، لعلاقة بين المعنى الأصلي للكلمة، والمعنى الآخر الذي استعملت فيه) ، واستخدام التشبيه (وهو أن شيئا أو أشياء شاركت غيرها في صفة أو أكثر بأداة هي الكاف ونحوها، ملفوظة أو ملحوظة) والاعتماد على الاستعارة (وهي تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه، وعلاقته دائما المشابهة) «1» .
[أما التشبيه:]
فكثير في القرآن، سواء أكان بحسب وجه الشبه مفردا أم مركبا، فمن التشبيه المفرد أو غير التمثيل (وهو ما لا يكون وجه الشبه فيه منتزعا من متعدد، بل من مفرد، مثل زيد أسد، انتزع وجه الشبه من مفرد، وهو أن زيدا أشبه الأسد من جهة الشجاعة) : قوله تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ، خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ، ثُمَّ قالَ لَهُ: كُنْ فَيَكُونُ [آل عمران 3/ 59] .ومن التشبيه المركب أو تشبيه التمثيل (وهو ما كان وجه الشبه منتزعا فيه من متعدد، أو هو كما قال السيوطي في الإتقان: أن ينتزع وجه الشبه من أمور مجموع بعضها إلى بعض) قوله تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ، ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها، كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً [الجمعة 62/ 5] فالتشبيه مركب من أحوال الحمار، وهو حرمان الانتفاع بأبلغ نافع، مع تحمل التعب في استصحابه. وقوله تعالى: إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ، فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ، مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ، حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها، وَازَّيَّنَتْ، وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها، أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً، فَجَعَلْناها حَصِيداً، كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ [يونس 10/ 24] فيه عشر جمل، وقع التركيب من مجموعها، بحيث لو سقط منها شيء، اختل التشبيه، إذ المقصود تشبيه حال الدنيا في سرعة
(1) انظر مباحث في علوم القرآن للدكتور صبحي الصالح: ص 322- 333
تقضيها، وانقراض نعيمها، واغترار الناس بها، بحال ماء نزل من السماء، وأنبت أنواع العشب، وزين بزخرفها وجه الأرض، كالعروس إذا أخذت الثياب الفاخرة، حتى إذا طمع أهلها فيها، وظنوا أنها مسلمة من الجوائح، أتاها بأس الله فجأة، فكأنّها لم تكن بالأمس.
وأما الاستعارة
التي هي من المجاز اللغوي أي في الكلمة الواحدة لا كالمجاز العقلي فكثيرة أيضا «1» ، مثل قوله تعالى: وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ [التكوير 81/ 18] . أستعير خروج النفس شيئا فشيئا لخروج النور من المشرق عند ظهور الفجر قليلا، ومثل قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً ... [النساء 4/ 10] شبه مال الأيتام بالنار، بجامع أن أكله يؤذي، كما تؤذي النار. ومثل قوله تعالى: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ [إبراهيم 14/ 1] أي لتخرج الناس من جهالاتهم وضلالاتهم إلى الدين القيم والعقيدة الحقة والعلم والأخلاق، شبه الجهالة والضلالة والعداوة بالظلام، في أن الإنسان لا يهتدي إلى الطريق الواضح في كل منهما، وشبه الدين القيم بالنور في أن الإنسان يهتدي إلى الطريق الواضح في كل منهما.
[وأما المجاز:]
فأنكر جماعة من العلماء وجوده في القرآن (منهم الظاهرية، وبعض الشافعية كأبي حامد الاسفراييني وابن القاصّ، وبعض المالكية كابن خويز منداد البصري، وابن تيمية) وشبهتهم أن المجاز أخو الكذب، والقرآن منزه عنه، وأن المتكلم لا يعدل إليه إلا إذا ضاقت به الحقيقة فيستعير، وذلك محال على الله، فالجدار لا يريد في قوله تعالى: يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ [الكهف 18/ 77] .والقرية لا تسأل في قوله تعالى: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ [يوسف 12/ 82] «2» .
(1) تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة: ص 102 وما بعدها.
(2) المرجع السابق: ص 99
لكن الذين تذوقوا جمال الأسلوب القرآني، يرون أن هذه الشبهة باطلة، ولو سقط المجاز من القرآن لسقط منه شطر الحسن، مثل قوله تعالى: وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ، وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ، فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً [الإسراء 17/ 29] دلت القرينة على أن المعنى الحقيقي غير مراد، وأن الآية تنهى عن كل من التبذير والبخل.
[والكناية:]
«وهي لفظ أريد به لازم معناه» كثيرة أيضا في القرآن، لأنها من أبلغ الأساليب في الرمز والإيمان، فالله تعالى رمز إلى الغاية من المعاشرة الزوجية، وهي التناسل، بلفظ (الحرث) في قوله: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ، فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [البقرة 2/ 223] ، ووصف الله العلاقة بين الزوجين، بما فيها من مخالطة وملابسة، بأنها لباس من كل منهما للآخر، في قوله: هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ، وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ [البقرة 2/ 187] ورمز إلى الجماع بقوله سبحانه:أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ [النساء 4/ 43] وقوله: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ [البقرة 2/ 187] . وكنى عن عفة النفس وطهارة الذيل بقوله تعالى:وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر 74/ 4] .
[والتعريض:]
«وهو أن تذكر اللفظ وتستعمله في معناه، وتلوّح به إلى ما ليس من معناه، لا حقيقة ولا مجازا» مستعمل أيضا في القرآن، مثاله:وَقالُوا: لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ، قُلْ: نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا [التوبة 9/ 81] ليس المراد به ظاهر الكلام وهو ازدياد حر جهنم، وكونه أشد من حر الدنيا، ولكن الغرض الحقيقي هو التعريض بهؤلاء المتخلفين عن القتال، المعتذرين بشدة الحر، بأنهم سيردون جهنم، ويجدون حرها الذي لا يوصف. ومنه قوله تعالى حكاية عن قول إبراهيم: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا [الأنبياء 21/ 63] نسب الفعل إلى كبير الأصنام المتخذة آلهة، لما يعلمون إذا نظروا بعقولهم، من عجز كبيرها عن ذلك الفعل، والإله لا يكون عاجزا.
[فوائد:]
القرآن ثلاثون جزءا 30 عدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة 114 عدد آي القرآن 6236 على طريقة الكوفيين.الأمر 1000 النهي 1000 الوعد 1000 الوعيد 1000 القصص والأخبار 1000 العبر والأمثال 1000 الحرام والحلال 500 الدعاء 100 الناسخ والمنسوخ 66
B. CARA PENULISAN AL-QUR'AN DAN RASM UTSMANI
Rasm adalah cara menulis kata dengan huruf-huruf ejaannya, dengan memperhi¬ tungkan permulaan dan pemberhentian padanya^®.
Mushaf adalah mushaf Utsmani (Mushaf Imam) yang diperintahkan penulisannya oleh Utsman r.a. dan disepakati oleh para sahabat r.a..^®
Rasm Utsmani adalah cara penulisan keenam mushaf pada zaman Utsman r.a.. Rasm inilah yang beredar dan berlaku setelah dimulainya pencetakan Al-Qur'an di al-Bun- duqiyyah^^ pada tahun 1530 M, dan cetakan berikutnya yang merupakan cetakan Islam tulen di St. Petersburg, Rusia, pada tahun 1787 M, kemudian di Astanah (Istanbul) pada tahun 1877 M.
Ada dua pendapat di kalangan para ulama tentang cara penulisan Al-Qur'an (atau imlaa'Y^:
1. Pendapat mayoritas ulama, di antaranya Imam Malik dan Imam Ahmad: bahwa Al-Qur'an wajib ditulis seperti penulisan rasm Utsmani dalam Mushaf Imam, haram menulisnya dengan tulisan yang berbeda dari khath (tulisan) Utsman dalam segala bentuknya dalam penulisan mushaf, sebab rasm ini menunjukkan kepada giraa'at yang beraneka ragam dalam satu kata.
2. Pendapat sebagian ulama (yaitu Abu Bakar al-Baqillaniy, Izzuddin bin Abdussalam, dan Ibnu Khaldun): bahwa mushaf boleh saja ditulis dengan cara penulisan {^rasm imlaa') yang dikenal khalayak, sebab ti¬ dak ada nash yang menetapkan rasm ter¬ tentu, dan apa yang terdapat dalam rasm (misalnya penambahan atau penghapus¬ an) bukanlah tauqiif (petunjuk) yang diwahyukan oleh Allah kepada rasul-Nya. Seandainya demikian, tentu kami telah mengimaninya dan berusaha mengikuti¬ nya. Namun kalau mushaf ditulis dengan metode imlaa' modern, ini memungkinkan untuk dibaca dan dihafal dengan benar.
Komisi Fatwa di al-Azhar dan ulama- ulama Mesir yang lain^’ memandang bahwa lebih baik mengikuti cara penulisan mushaf yang ma'tsur, demi kehati-hatian agar Al- Qur'an tetap seperti aslinya dalam bacaan maupun penulisannya, dan demi memelihara cara penulisannya dalam era-era Islam yang lampau (yang mana tak ada riwayat dari satu pun imam ahli ijtihad bahwa mereka ingin mengubah ejaan mushaf dari penulisan rasmnya terdahulu), serta untuk mengetahui giraa'at yang dapat diterima dan yang tidak. Karena itu, dalam masalah ini tidak dibuka bab istihsaan yang mengakibatkan Al-Qur'an mengalami pengubahan dan penggantian, atau dipermainkan, atau diperlakukan ayat- ayatnya sesuka hati dalam hal penulisan. Akan tetapi, tidak ada salahnya, menurut pendapat mayoritas ulama, menulis Al-Qur'an dengan cara imia' modern dalam proses belajar me¬ ngajar, atau ketika berdalil dengan satu ayat atau lebih dalam sebagian buku karangan modern, atau dalam buku-buku Departemen Pendidikan, atau pada waktu menayangkan¬ nya di layar televisi.
C. AHRUF SAB’AH DAN QIRAA'AT SAB’AH
Umar ibnul Khaththab r.a. meriwayatkan bahwa Rasulullah saw. pernah bersabda. "Sesungguhnya Al-Qur'an diturunkan dalam tujuh huruf, maka bacalah Al-Qur'an dengan bacaan yang mudah bagimu.’^°
Tujuh /luru/artinya tujuh cara baca, yaitu tujuh bahasa dan dialek di antara bahasa- bahasa dan dialek-dialek bangsa Arab. Al- Qur'an boleh dibaca dengan masing-masing bahasa itu. Ini tidak berarti bahwa setiap kata dari Al-Qur'an dibaca dengan tujuh cara baca, melainkan bahwa ia (Al-Qur'an) tidak keluar dari ketujuh cara tersebut. Jadi, kalau tidak dengan dialek Quraisy (yang merupa¬ kan bagian terbanyak), ia dibaca dengan dia¬ lek suku lain (sebab dialek suku ini lebih fasih). Dialek-dialek itu, yang dahulu masyhur dan pengucapannya enak, antara lain: dialek Quraisy, Hudzail, Tamim, al-Azd, Rabi’ah, Hawazin, dan Sa’d bin Bakr. Inilah pendapat yang paling masyhur dan kuat.
Menurut pendapat lainnya, yang dimak¬ sud dengan tujuh huruf adalah cara-cara qi- raa'at (bacaan Al-Qur'an). Sebuah kata da¬ lam Al-Qur'an, betapa pun bervariasi cara pe¬ ngucapannya dan beraneka ragam bacaannya, perbedaan di dalamnya tidak keluar dari tujuh segi berikut:^^
1. Perbedaan dalam i'raab suatu kata atau dalam harakat binaa'nya, tetapi perbeda¬ an itu tidak melenyapkan kata itu dari bentuknya (tulisannya) dalam mushaf dan tidak mengubah maknanya, atau me¬ ngubah maknanya. Contohnya: fa-talaq- qaa aadamu dibaca aadama.
2. Perbedaan dalam huruf-huruf, mungkin disertai dengan perubahan makna (se- perti: ya'lamuuna dan ta'lamuuna), atau han 5 fa perubahan bentuk tanpa disertai perubahan makna (seperti: ash-shiraath dan as-siraath).
3. Perbedaan wazan isim-isim dalam bentuk tunggal, dua, jamak, mudzakkar, dan mu'annats. Contohnya: amaanaatihim dan amaanatihim.
4. Perbedaan dengan penggantian suatu kata dengan kata lain yang kemungkinan besar keduanya adalah sinonim, seperti: kal-'ihnil manfuusy atau kash-shuufil man- fuusy. Kadang pula dengan penggantian suatu huruf dengan huruf lain, seperti: nunsyizuhaa dan nunsyiruhaa.
5. Perbedaan dengan pendahuluan dan pengakhiran, seperti: fa-yaqtuluuna wa yuqtaluuna dibaca fa-yuqtaluuna wa yaq- tuluuna.
6. Perbedaan dengan penambahan dan pe¬ ngurangan, seperti: wa maa khalaqadz- dzakara wal-untsaa dibaca wadz-dzakara wal-untsaa.
7. Perbedaan dialek dalam hal fat-hah dan imaalah, tarqiiq dan tafkhiim, hamz dan tashiil, peng-kasrah-an huruf-huruf mu- dhaara'ah, qalb (pengubahan) sebagian huruf, isybaa' miim mudzakkar, dan i^- maam sebagian harakat Contohnya: wa hal ataaka hadiitsu Muusaa dan balaa qaadirima 'alaa an nusawwiya banaanahu dibaca dengan imaalah: atee, Muusee, dan balee. Contoh lainnya: khabiiran bashiiran dibaca dengan tarqiiq pada kedua huruf ra'-nya; ash-shalaah dan ath-thalaaq di¬ baca dengan tafkhiim pada kedua huruf lam-nya. Misalnya lagi: qad aflaha dibaca dengan menghapus huruf hamzah dan memindahkan harakatnya dari awal kata kedua ke akhir kata pertama, dan cara ini dikenal dengan istilah tashiilul hamzah.
Contoh yang lain: liqaumm yi’lamuun, nahnu ni’Iamu, wa tiswaddu wujuuhun, dan alam i'had dengan meng-kasrah-kan huruf-huruf mudhaara'ah dalam semua fi’il-fi'il ini. Contoh lain: hattaa hiin dibaca ‘attaa 'iin oleh suku Hudzail, yakni dengan mengganti huruf ha' menjadi huruf ‘ain. Contoh lain: 'alaihimuu daa'iratus sau' dengan meng-/^haa '-kan huruf mim dalam dhamiir jamak mudzakkar. Contoh lain: wa ghiidhal-maa'u dengan meng-/syhaa'-kan dhammah huruf ghain bersama kasrah.
Kesimpulan: Ahruf sab’ah (tujuh hu¬ ruf) adalah tujuh dialek yang tercakup da¬ lam bahasa suku Mudhar^^ dalam suku- suku Arab, dan ia bukan giraa'at sab' atau giraa'at 'asyr yang mutawatir dan masyhur. Qiraa'at-qiraa'at ini, yang merebak pada masa Tabi'in lalu semakin terkenal pada abad 4 H setelah munculnya sebuah buku mengenai giraa'at karya Ibnu Mujahid (seorang imam ahli giraa'at), bertumpu pada pangkal yang berbeda dengan yang berkaitan dengan ahruf sab'ah, namun giraa'at-giraa'at ini bercabang dari satu harf di antara ahruf sab'ah. Hal ini diterangkan oleh al-Qurthubi.
Selanjutnya pembicaraan mengenai ahruf sab’ah menjadi bernuansa historis. Dahulu, ahruf sab'ah dimaksudkan sebagai kelapang¬ an, ditujukan agar manusia-pada suatu masa yang khusus-mudah membacanya karena da¬ rurat: sebab mereka tidak dapat menghafal Al-Qur'an kalau tidak dengan dialek mereka sendiri, sebab mereka dahulu buta huruf, hanya sedikit yang bisa menulis. Kemudian kondisi darurat tersebut lenyap, dan hukum ahruf sab'ah tersebut terhapus, sehingga Al- Qur'an kembali dibaca dengan satu harf Al- Qur'an han}^ ditulis dengan satu harf semen¬ jak zaman Utsman, yang mana penulisan huruf-huruf di dalamnya kadang berbeda- beda, dan itu adalah harf (dialek) Quraisy yang Al-Qur'an turun dengannya. Hal ini dijelaskan oleh ath-Thahawi, Ibnu Abdil Barr, Ibnu Hajar, dan lain-lain.^^
D. AL-QUR' AN ADALAH KALAM ALLAH, DAN DALIL-DALIL KEMUKJIZATANNYA
Al-Qur'anul ‘Azhiim-baik suara bacaan yang terdengar maupun tulisan yang tercan¬ tum dalam mushaf-adalah kalam Allah Yang Azali, Mahaagung, dan Mahatahu; tak ada se¬ dikit pun dari Al-Qur'an yang merupakan ka¬ lam makhluk, tidak Jibril, tidak Muhammad, tidak pula yang lain; manusia hanya mem¬ bacanya dengan suara mereka.^'* Allah Ta'ala berfirman,
"Dan sesungguhnya Al-Qur'an ini benar- benar diturunkan oleh Tuhan semesta alam, dia dibawa turun oleh Ar-Ruh Al-Amin (Jibril), ke dalam hatimu (Muhammad) agar kamu menjadi salah seorang di antara orang-orang yang memberi peringatan, dengan bahasa Arab yang jelas." (asy- Syu’araa': 192-195)
Dia juga berfirman,
"Katakanlah: Ruhul Qudus (Jibril) menurun¬ kan Al-Qur'an itu dari Tuhanmu dengan benar, untuk meneguhkan (hati) orang-orang yang te¬ lah beriman, dan menjadi petunjuk serta kabar gembira bagi orang-orang yang berserah diri (kepada Allah).” (an-Nahl: 102)
Dalil bahwa Al-Qur'an merupakan kalam Allah adalah ketidakmampuan manusia dan jin untuk membuat seperti surah terpendek darinya. Inilah yang dimaksud dengan ke¬ mukjizatan Al-Qur'an, yaitu ketidakmampu¬ an manusia untuk membuat yang sepertinya. dalam segi balaaghah, tasyrV, dan berita-berita gaibnya. Allah Ta’ala, untuk memanas-manasi bangsa Arab (yang dikenal sebagai pakar ke¬ indahan bahasa dan jago balaaghah) dan se¬ bagai tantangan agar mereka membuat yang seperti Al-Qur'an (dalam hal susunannya, makna-maknanya, dan keindahannya yang me¬ mukau dan tak tertandingi) walaupun hanya seperti satu surah darinya, telah berfirman,
"Dan jika kamu (tetap) dalam keraguan tentang Al-Qur'an yang Kami wahyukan kepada hamba Kami (Muhammad), buatlah satu surah (saja) yang semisal Al-Qur'an itu dan ajaklah penolong-penolongmu selain Allah, jika kamu orang-orang yang benar. Maka jika kamu tidak dapat membuat(nya)-dan pasti kamu tidak akan dapat membuat(nya)-, peliharalah dirimu dari neraka yang bahan bakarnya manusia dan batu, yang disediakan bagi orang-orang kafir." (al- Baqarah: 23-24)
Berulang kali ayat-ayat Al-Qur'an, dalam pelbagai momentum, menantang orang-orang Arab yang menentang dakwah Islam dan tidak beriman kepada Al-Qur'an serta tidak mengakui kenabian Muhammad saw. agar menandingi Al-Qur'an. Allah Ta’ala berfirman,
"Katakanlah: ‘Sesungguhnya jika manusia dan jin berkumpul untuk membuat yang serupa Al-Qur'an ini, niscaya mereka tidak akan dapat membuat yang serupa dengan dia, sekalipun se¬ bagian mereka menjadi pembantu bagi sebagian yang lain.’” (al-Israa': 88)
Kalau mereka tidak mampu membuat yang sebanding dengannya, silakan mereka membuat sepuluh surah saja yang sepertinya. Allah SWT berfirman,
"Bahkan mereka mengatakan: 'Muhammad telah membuat-buat Al-Qur'an itu! Katakanlah: ‘(Kalau demikian), maka datangkanlah sepuluh surah-surah yang dibuat-buat yang menyamainya, dan panggillah orang-orang yang kamu sanggup (memanggilnya) selain Allah, jika kamu memang orang-orang yang benar. Jika mereka yang kamu seru itu tidak menerima seruanmu (ajakanmu) itu maka ketahuilah, sesungguhnya Al-Qur'an itu diturunkan dengan ilmu Allah, dan bahwasanya tidak ada Tuhan selain Dia, maka maukah kamu berserah diri (kepada Allah)?”’ (Huud: 13-14)
Selanjutnya Allah SWT menegaskan hal ini dengan tantangan untuk membuat satu surah yang menyamai Al-Qur'an setelah mereka ti¬ dak mampu membuat yang seperti Al-Qur'an atau yang seperti sepuluh surah darinya. Allah Ta’ala berfirman,
"Atau (patutkah) mereka mengatakan ‘Muhammad membuat-buatnya! Katakanlah: ‘(Kalau benar yang kamu katakan itu), maka coba¬ lah datangkan sebuah surah seumpamanya dan panggillah siapa-siapa yang dapat kamu panggil (untuk membuatnya) selain Allah, jika kamu orang yang benar!” (Yuunus: 38)
Ath-Thabari menulis:^® Sesungguhnya Allah Ta’ala, dengan kitab yang diturunkan-Nya, mengumpulkan untuk nabi kita Muhammad saw. dan untuk umat beliau makna-makna yang tidak Dia kumpulkan dalam sebuah kitab yang diturunkan-Nya kepada seorang pun nabi sebelum beliau, tidak pula untuk suatu umat sebelum mereka. Hal itu karena setiap kitab yang diturunkan oleh Allah ‘Azza wa Jalla kepada salah seorang nabi sebelum beliau hanya diturunkan-Nya dengan sebagian dari makna-makna yang kesemuanya dikandung oleh kitab-Nya yang diturunkan-Nya kepada nabi kita Muhammad saw. Misalnya, Taurat hanya berisi wejangan-wejangan dan perin¬ cian, Zabur hanya mengandung pemujaan dan pengagungan, serta Injil hanya berisi we¬ jangan-wejangan dan peringatan. Tak satu pun dari kitab-kitab itu mengandung mukjizat yang menjadi bukti kebenaran nabi sang penerima kitab tersebut.
Kitab yang diturunkan kepada nabi kita Muhammad saw. mengandung itu semua, dan lebih dari itu mengandung banyak sekali makna-makna yang tidak terdapat dalam kitab-kitab selainnya. Di antara makna-makna tersebut yang paling mulia yang melebihkan kitab kita atas kitab-kitab lain adalah: kom¬ posisi (tata susun)nya yang mengagumkan, deskripsinya yang luar biasa, dan susunannya yang menakjubkan yang membuat para orator tidak mampu menyusun satu surah yang se¬ pertinya, para ahli balaaghah tidak sanggup mendeskripsikan bentuk sebagiannya, para penyair bingung tentang susunannya, dan otak para cendekiawan tidak dapat membuat yang sepertinya; sehingga mereka tidak dapat berbuat lain daripada menyerah dan mengakui bahwa ia berasal dari Allah yang Maha Esa lagi Mahakuasa. Di samping mengandung makna- makna di atas, Al-Qur'an juga berisi hal-hal lain, seperti: targhiib dan tarhiib, perintah dan larangan, kisah-kisah, perdebatan, per- umpamaan-perumpamaan, serta makna-mak¬ na lain yang tidak terkumpul dalam satu pun kitab yang diturunkan ke bumi dari langit.
Aspek-aspek kemukjizatan Al-Qur'an banyak, di antaranya ada yang khusus bagi bangsa Arab, yang meliputi keindahan tata bahasa Al-Qur'an dan kefasihan kata-kata dan susunannya, baik dalam pemilihan kata maupun kalimat dan untaian antar kalimat Ada pula aspek kemukjizatan yang meliputi bangsa Arab dan manusia berakal lainnya, seperti: pemberitaan tentang hal-hal gaib di masa depan dan tentang masa lampau sejak zaman Nabi Adam a.s. sampai kebangkitan Nabi Muhammad saw., serta penetapan sya riat/hukum yang solid dan komprehensif bagi semua aspek kehidupan masyarakat dan individu. Di sini saya akan menyebutkan se cara ringkas segi-segi kemukjizatan Al-Qur'an, yang jumlahnya sepuluh, sebagaimana di¬ sebutkan oleh al-QurthubP:
1. Komposisi yang indah yang berbeda de¬ ngan susunan yang dikenal dalam bahasa Arab dan bahasa lainnya, sebab kom¬ posisinya sama sekali bukan tergolong komposisi puisi.
2. Diksi yang berbeda dengan seluruh diksi orang Arab.
3. Kefasihan yang tak mungkin dilakukan oleh makhluk. Perhatikan contohnya da¬ lam surah ini:
"Qaaf. Demi Al-Qur'an yang sangat mulia.”
Juga dalam firman Allah SWT,
"Padahal bumi seluruhnya dalam geng- gaman-Nyapada hari kiamat...” hingga akhir surah az-Zumar.
Begitu pula dalam firman-Nya, "Dan janganlah sekali-kali kamu (Muhammad) mengira, bahwa Allah lalai dari apa yang diperbuat oleh orang-orang yang zalim....” hingga akhir surah Ibrahim.
4. Pemakaian bahasa Arab dengan cara yang tidak dapat dilakukan seorang Arab sendirian, sehingga semua orang Arab sepakat bahwa pemakaian tersebut tepat dalam hal peletakan kata atau huruf di tempat yang semestinya.
5. Pemberitaan tentang hal-hal yang telah terjadi sejak permulaan adanya dunia hingga waktu turunnya Al-Qur'an kepada Nabi saw.. Misalnya, berita tentang kisah- kisah para nabi bersama umat mereka, peristiwa-peristiwa silam, dan penutur¬ an tentang kejadian-kejadian yang di¬ tanyakan oleh Ahli Kitab sebagai bentuk tantangan mereka kepada Al-Qur'an (seperti: kisah Ashabul Kahfi, kisah anta¬ ra Musa a.s. dengan Khidhr a.s., dan kisah Dzulqarnain). Dan ketika Nabi saw.-yang meskipun buta huruf dan hidup di tengah umat yang buta huruf dan tidak memiliki pengetahuan tentang hal-hal itu-mem- beritahukan kepada mereka apa yang su¬ dah mereka ketahui dari isi kitab-kitab lampau, mereka akhirnya mendapatkan bukti kejujuran beliau.
6. Penepatan janji, yang dapat disaksikan secara nyata, dalam segala hal yang di¬ janjikan Allah SWT. Hal itu terbagi men¬ jadi dua. Pertama, berita-berita-Nya yang mutlak. Misalnya, janji-Nya bahwa Dia akan menolong rasul-Nya dan mengusir orang-orang yang mengusir beliau dari negeri kelahirannya. Kedua, janji yang tergantung kepada suatu syarat. Misalnya, firman Allah,
"Dan barangsiapa yang bertawakkal ke¬ pada Allah niscaya Allah akan mencukupkan (keperluan)nya” (ath-Thalaaq: 3)
"Dan barangsiapa yang beriman kepada Allah niscaya Dia akan memberi petunjuk kepada hatinya.” (at-Taghaabun: 11)
"Barangsiapa bertakwa kepada Allah niscaya Dia akan mengadakan baginya jalan keluar.” (ath-'nialaaq: 2)
"Jika ada dua puluh orang yang sabar di antaramu, niscaya mereka akan dapat mengalahkan dua ratus orang musuh.” (al- Anfaal: 65) dan ayat-ayat lain yang sejenis.
7. Pemberitaan tentang hal-hal gaib di masa depan yang tidak dapat diketahui kecuali melalui wahyu, dan manusia tidak dapat mengetahui berita-berita seperti ini. Mi¬ salnya, janji yang diberikan Allah Ta’ala kepada Nabi-Nya 'alaihis-salaam bahwa agamanya akan mengungguli agama- agama lain, yaitu janji yang tercantum dalam firman-Nya,
"Dialah yang telah mengutus Rasul-Nya (dengan membawa) petunjuk (Al-Qur'an) dan agama yang benar untuk dimenangkan- Nya atas segala agama, walaupun orang-orang musyrikin tidak menyukai.” (at-Taubah: 33)
Allah kemudian menepati janji-Nya ini. Contoh yang lain, firman-Nya, "Katakanlah kepada orang-orang yang kafir: ‘Kamu pasti akan dikalahkan (di dunia ini) dan akan digiring ke dalam neraka Jahanam. Dan itulah tempat yang seburuk- buruknya.'” (Ali Imran: 12)
Misalnya lagi firman Allah Ta'ala, "Sesungguhnya Allah akan membukti¬ kan kepada Rasul-Nya, tentang kebenaran mimpinya dengan sebenarnya (yaitu) bahwa sesungguhnya kamu pasti akan memasuki Masjidilharam, insya Allah dalam keadaan aman.” (al-Fath: 27)
Juga firman-Nya, "Alif Laam Miim. Telah dikalahkan bangsa Romawi. Di negeri yang terdekat dan mereka sesudah dikalahkan itu akan menang, dalam beberapa tahun lagi.” (ar-Ruum: 1-4)
Semua ini adalah berita tentang hal- hal gaib yang hanya diketahui oleh Tuhan semesta alam, atau oleh makhluk yang diberitahu oleh Tuhan semesta alam. Dan zaman tidak mampu membatalkan satu pun dari semua itu, baik dalam pencipta- an maupun dalam pemberitaan keadaan umat-umat, ataupun dalam penetapan syariat yang ideal bagi semua umat, ataupun juga dalam penjelasan berbagai persoalan ilmiah dan historis, seperti ayat:
"Dan Kami telah meniupkan angin untuk mengawinkan." (al-Hijr: 22)
"Bahwasanya langit dan bumi itu keduanya dahulu adalah suatu yang padu.” (al-Anbiyaa': 30)
"Dan segala sesuatu Kami ciptakan berpasang-pasangan.” (adz-Dzaariyaat: 49)
Juga ayat yang menyatakan bahwa bumi itu bulat:
"Dia menutupkan malam atas siang dan menutupkan siang atas malam.” (az-Zumar: 5)
At-Takwiir artinya menutupi/mem- bungkus suatu objek yang berbentuk bu¬ lat. Begitu pula ayat tentang perbedaan mathla'-mathla' (tempat terbitnya) mata¬ hari dalam ayat:
"Dan matahari berjalan di tempat peredarannya.” (Yaasiin: 38) hingga jirman- Nya, "Dan masing-masing beredar pada garis edarnya.” (Yaasiin: 40)
8. Pengetahuan yang dikandung oleh Al- Qur'an, yang merupakan penopang hidup seluruh manusia, yang mana pengetahu¬ an ini meliputi ilmu tentang halal dan haram serta hukum-hukum lainnya. Dia mencakup ilmu-ilmu ketuhanan, pokok- pokok akidah dan hukum-hukum ibadah, kode etik dan moral, kaidah-kaidah per¬ undangan politik, sipil, dan sosial yang relevan untuk setiap zaman dan tempat.
9. Hikmah-hikmah luar biasa yang menu¬ rut kebiasaan tidak mungkin-dilihat dari banyaknya dan kemuliaannya-ditelurkan oleh seorang manusia.
10. Keserasian secara lahir dan batin dalam semua isi Al-Qur'an, tanpa adanya kon¬ tradiksi. Allah Ta'ala berfirman,
"Kalau kiranya Al-Qur'an itu bukan dari sisi Allah, tentulah mereka mendapat pertentangan yang banyak di dalamnya.” (an- Nisaa': 82)
Dari penjelasan aspek-aspek kemukjizat¬ an Al-Qur'an ini terlihat bahwa aspek-aspek tersebut mencakup usluub (diksi) dan makna. Karakteristik diksi ada empat:
Pertama, pola dan susunan yang luar biasa indah, serta timbangan yang menakjubkan yang berbeda dari seluruh bentuk kalam bangsa Arab, baik puisi, prosa, atau orasi.
Kedua, keindahan kata yang amat me¬ mukau, keluwesan format, dan keelokan ekspresi.
Ketiga, keharmonisan dan kerapian nada dalam rangkaian huruf-huruf, susunannya, formatnya, dan inspirasi-inspirasinya, sehing¬ ga ia layak untuk menjadi seruan kepada se¬ luruh manusia dari berbagai level intelektual dan pengetahuan; ditambah lagi dengan ke¬ mudahan menghafalnya bagi yang ingin. Allah Ta’ala berfirman,
"Dan sesungguhnya telah Kami mudahkan Al-Qur'an untuk pelajaran, maka adakah orang yang mengambil pelajaran?” (al-Qamar: 17)
Keempat, keserasian kata dan makna, ke¬ fasihan kata dan kematangan makna, kese¬ larasan antara ungkapan dengan maksud, ke¬ ringkasan dan kehematan tanpa kelebihan apa pun, dan penanaman banyak makna dengan ilustrasi-ilustrasi konkret yang hampir-hampir dapat Anda tangkap dengan pancaindra dan Anda dapat berinteraksi dengannya, walaupun ia diulang-ulang dengan cara yang atraktif dan unik.
Adapun karakteristik makna ada empat juga;
Pertama, kecocokan dengan akal, logika, ilmu, dan emosi.
Kedua, kekuatan persuasif, daya tarik terhadap jiwa, dan realisasi tujuan dengan cara yang tegas dan tandas.
Ketiga, kredibilitas dan kecocokan dengan peristiwa-peristiwa sejarah, realita nyata, dan kebersihannya-walaupun ia begitu panjang- dari kontradiksi dan pertentangan, berbeda dengan seluruh ucapan kalam manusia.
Keempat, kecocokan makna-makna Al- Qur'an dengan penemuan-penemuan ilmiah dan teori-teori yang sudah terbukti. Karakter- karakter ini terkandung dalam tiga ayat mengenai deskripsi Al-Qur'an, yaitu firman Allah Ta'ala:
"Aliflaam raa, (inilah) suatu kitab yang ayat- ayatnya disusun dengan rapi serta dijelaskan se¬ cara terperinci, yang diturunkan dari sisi (Allah) Yang Maha Bijaksana lagi Maha Tahu.” (Huud: 1)
"Sesungguhnya orang-orang yang menging¬ kari Al-Qur'an ketika Al-Qur'an itu datang ke¬ pada mereka, (mereka itu pasti akan celaka), dan sesungguhnya ATQur'an itu adalah kitab yang mulia. Yang tidak datang kepadanya (Al- Qur'an) kebatilan baik dari depan maupun dari belakangnya, yang diturunkan dari Rabb Yang Maha Bijaksana lagi Maha Terpuji.” (Fushshilat: 41-42)
"Kalau sekiranya Kami turunkan Al-Qur'an ini kepada sebuah gunung, pasti kamu akan me¬ lihatnya tunduk terpecah belah disebabkan ke¬ takutannya kepada Allah. Dan perumpamaan- perumpamaan itu Kami buat untuk manusia supaya mereka berfikir.” (al-Hasyr: 21)
Al-Qur'anul Kariim akan senantiasa me¬ nampilkan mukjizat di setiap zaman. Dia, se- bagaimana dikatakan oleh Al Rafi'i adalah kitab setiap zaman. Di setiap masa ada saja dalil dari masa tersebut tentang kemuk¬ jizatannya. Dia mengandung mukjizat dalam sejarahnya (berbeda dengan kitab-kitab lain), mengandung mukjizat dalam efeknya terha¬ dap manusia, serta mengandung mukjizat dalam fakta-faktanya. Ini adalah aspek-aspek umum yang tidak bertentangan dengan fitrah manusia sama sekali. Karena itu, aspek-aspek tersebut akan selalu ada selama fitrah masih ada.
E. KEARABAN AL-QUR' AN DAN PENERJEMAHANNYA KE BAHASA LAIN
Al-Qur'an seluruhnya berbahasa Arab^®. Tak satu pun kata di dalamnya yang bukan bahasa Arab murni, atau bahasa Arab yang berasal dari kata asing yang diarahkan dan sesuai dengan aturan-aturan dan standar- standar bahasa Arab. Sebagian orang meng¬ anggap Al-Qur'an tidak murni berbahasa Arab sebab ia mengandung sejumlah kata yang ber¬ asal dari bahasa asing (bukan bahasa Arab), seperti kata sundus dan istabrag. Sebagian orang Arab mengingkari adanya kata-kata gaswarah, kubbaaran, dan "ujaab. Suatu ketika seorang yang tua renta menghadap Rasulullah saw.. Beliau berkata kepadanya, "Berdirilah!" Lalu beliau melanjutkan, "Duduklah!" Beliau mengulangi perintah tersebut beberapa kali, maka orang tua tersebut berkata, "Apakah kamu menghina aku, hai anak gaswarah; padahal aku adalah lelaki kubbaaran? Hal ini sungguh ‘ujaab!” Orang-orang lalu bertanya, "Apakah kata-kata tersebut ada dalam bahasa Arab?" Dia menjawab, "Ya."
Imam Syafi’i rahimahullah adalah orang pertama yang-dengan lidahnya yang fasih dan argumennya yang kuat-membantah anggapan semacam ini. Beliau menjelaskan, tidak ada satu kata pun dalam Kitabullah yang bukan bahasa Arab. Beliau bantah argumen-argumen mereka yang berpendapat demikian, yang terpenting di antaranya dua argumen ini:
Pertama, di dalam Al-Qur'an terdapat se¬ jumlah kata yang tidak dikenal oleh sebagian bangsa Arab.
Kedua, di dalam Al-Qur'an terdapat kata- kata yang diucapkan oleh bangsa selain Arab.
Imam Syafi'i membantah argumen per tama, bahwa ketidaktahuan sebagian orang Arab tentang sebagian Al-Qur'an tidak mem buktikan bahwa sebagian Al-Qur'an berbahasa asing, melainkan membuktikan ketidaktahuan mereka akan sebagian bahasa mereka sendiri. Tak seorang pun yang dapat mengklaim dirinya menguasai seluruh kata dalam bahasa Arab, sebab bahasa Arab adalah bahasa yang paling banyak mazhabnya, paling kaya kosakatanya, dan tidak ada seorang manusia pun selain nabi yang menguasai seluruhnya.
Beliau membantah argumen kedua, bahwa sebagian orang asing telah mempela¬ jari sebagian kosakata bahasa Arab, lalu kata- kata tersebut masuk ke dalam bahasa mereka; dan ada kemungkinan bahasa orang asing tersebut kebetulan agak sama dengan bahasa Arab; mungkin pula sebagian kata bahasa Arab berasal dari bahasa asing, akan tetapi jumlah yang amat sedikit ini-yang berasal dari bahasa non-Arab-telah merasuk ke komunitas bangsa Arab zaman dulu, lalu mereka meng¬ arahkannya, menyesuaikannya dengan karak¬ ter bahasa mereka, dan membuatnya ber¬ sumber dari bahasa mereka sendiri, sesuai dengan huruf-huruf mereka dan makhraj- makhraj serta sifat-sifat huruf-huruf tersebut dalam bahasa Arab. Contohnya: kata-kata yang murtajal dan wazan-wazan yang dibuat untuk kata-kata tersebut, walaupun sebenarnya me¬ rupakan tiruan-dalam nadanya-dari bahasa- bahasa lain^’.
Banyak ayat Al-Qur'an yang menyatakan bahwa Al-Qur'an seluruhnya (secara total dan detail] berbahasa Arab dan turun dengan bahasa Arab: bahasa kaumnya Nabi Muhammad saw.. Misalnya, firman Allah Ta’ala:
"Alif, laam, raa. Ini adalah ayat-ayat Kitab (Al-Qur'an) yang nyata (dari Allah). Sesungguh¬ nya Kami menurunkannya berupa Al-Qur'an de¬ ngan berbahasa Arab, agar kamu memahaminya.” (Yuusuf: 1-2)
"Dan sesungguhnya Al-Qur'an ini benar- benar diturunkan oleh Tuhan semesta alam. Dia dibawa turun oleh Ar-Ruh Al-Amin (Jibril), ke dalam hatimu (Muhammad) agar kamu menjadi salah seorang di antara orang-orang yang memberi peringatan. Dengan bahasa Arab yang jelas.” (asy- Syu’araa': 192-195)
"Dan demikianlah. Kami telah menurunkan Al-Qur'an itu sebagai peraturan (yang benar) da¬ lam bahasa Arab.” (ar-Ra’d: 37)
"Demikianlah Kami wahyukan kepadamu Al-Qur'an dalam bahasa Arab; supaya kamu memberi peringatan kepada Ummul Qura (pen¬ duduk Mekah) dan penduduk (negeri-negeri) seke¬ lilingnya.” (asy-Syuuraa: 7)
"Haa Miim. Demi Kitab (Al-Qur'an) yang menerangkan. Sesungguhnya Kami menjadikan Al-Qur'an dalam bahasa Arab supaya kamu memahami(nya).” {az-Zvkhruf: 1-3)
"(Ialah) Al-Qur'an dalam bahasa Arab yang tidak ada kebengkokan (di dalamnya) supaya mereka bertakwa.” (az-Zumar: 28)
Berdasarkan status kearaban Al-Qur'an ini. Imam Syafi'i menetapkan sebuah hukum yang sangat penting. Kata beliau: Karena itu. setiap muslim harus mempelajari bahasa Arab sebisa mungkin agar ia dapat bersaksi bahwa tiada Tuhan selain Allah dan bahwa Muhammad adalah hamba dan pesuruh-Nya, membaca Kitabullah, dan mengucapkan zikir yang diwajibkan atas dirinya, seperti: takbir, tasbih, tasyahud, dan lain-lain.
Status kearaban Al-Qur'an mengandung dua keuntungan besar bagi bangsa Arab, yaitu:
Pertama, mempelajari Al-Qur'an dan me¬ ngucapkannya sesuai dengan kaidah-kaidah¬ nya akan memfasihkan ucapan, memperbaiki ujaran, dan membantu memahami bahasa Arab. Tidak ada sesuatu pun yang setara de¬ ngan Al-Qur'an dalam hal upaya untuk mem¬ fasihkan perkataan, tatkala orang sudah ter¬ biasa dengan berbagai lahjaat 'aammiyyah (bahasa percakapan sehari-hari).
Kedua, Al-Qur'an punya kontribusi paling besar dalam pemeliharaan bahasa Arab, se¬ lama empat belas abad silam, di mana sepan¬ jang masa itu terdapat saat-saat kelemahan, keterbelakangan, dan hegemoni kaum impe¬ rialis Eropa atas negara-negara Arab. Bah¬ kan Al-Qur'an adalah faktor utama yang me¬ nyatukan bangsa Arab dan merupakan stimu¬ lator kuat yang membantu bangkitnya per¬ lawanan bangsa Arab menentang perampas tanah air dan penjajah yang dibenci; yang mana hal itu mengembalikan shahwah islamiyah ke tanah air bangsa Arab dan Islam, dan mengikat kaum muslimin dengan ikatan iman dan emosi 3 ^ng kuat, terutama pada masa penderitaan dan peperangan menentang kaum penjajah.
P Penerjemahan Al-Qur'an
Hukumn 5 :a haram dan tidak sah, menurut pandangan syariat, penerjemahan nazhm (su¬ sunan) Al-Qur'anul Kariim sebab hal itu ti¬ dak mungkin dilakukan karena karakter ba¬ hasa Arab-yang Al-Qur'an turun dengannya- berbeda dengan bahasa-bahasa lain. Di dalam bahasa Arab terdapat majaaz, isti'aarah, ki- naayah, tasybiih, dan bentuk-bentuk artistik lainnya yang tak mungkin dituangkan dengan kata-katanya ke dalam wadah bahasa lain. Se¬ andainya hal itu dilakukan, niscaya rusaklah maknanya, dan akan pincanglah susunannya, juga akan terjadi keanehan-keanehan dalam pemahaman makna-makna dan hukum-hu¬ kum, juga akan hilang kesucian Al-Qur'an, lenyap keagungan dan keindahann 3 ia, sirna balaaghah dan kefasihannya yang merupakan faktor kemukjizatannya.
Namun, menurut syariat, boleh mener¬ jemahkan makna-makna Al-Qur'an atau me¬ nafsirkannya, dengan syarat bahwa ia tidak disebut Al-Qur'an itu sendiri. Terjemahan Al- Qur'an bukan Al-Qur'an, betapapun akurat¬ nya terjemahan tersebut. Terjemahan tidak boleh dijadikan pegangan dalam menyimpul¬ kan hukum-hukum syar'i, sebab pemaham¬ an maksud dari suatu ayat mungkin saja sa¬ lah, dan penerjemahannya ke bahasa lain juga mungkin salah. Dengan adanya dua ke¬ mungkinan ini,^® kita tidak boleh bertumpu kepada terjemahan.
Shalat tidak sah dengan membaca ter¬ jemahan,^^ dan membaca terjemahan tidak dinilai sebagai ibadah, sebab Al-Qur'an me¬ rupakan nama bagi komposisi dan makna. Komposisi adalah ungkapan-ungkapan Al- Qur'an dalam mushaf, sedang makna adalah apa yang ditunjukkan oleh ungkapan-ungkap¬ an tersebut. Dan hukum-hukum syariat yang dipetik dari Al-Qur'an tidak diketahui kecuali dengan mengetahui komposisi dan maknanya.
F. HURUF-HURUF YANG TERDAPAT DIAWAL SEJUMLAH SURAH {HURUUF MUQATHTHA'AH)
Allah SWT mengawali sebagian surah Makkiyyah dan surah Madaniyyah di dalam Al-Qur'an dengan beberapa huruf ejaan atau huruuf muqaththa’ah (huruf-huruf yang ter¬ potong). Ada yang simpel yang tersusun dari satu huruf, yang terdapat dalam tiga surah: Shaad, Qaaf, dan al-Qalam. Surah yang perta¬ ma dibuka dengan huruf shaad, yang kedua diawali dengan huruf qaaf, sedang yang ketiga dibuka dengan huruf nuun.
Ada pula pembuka sepuluh surah yang terdiri dari dua huruf; tujuh surah di antaranya sama persis dan disebut al-hawaamiim sebab ketujuh surah itu dimulai dengan dua huruf: haa miim. Yaitu surah Ghaafir, Fush-shilat, asy- Syuuraa, az-Zukhruf, ad-Dukhaan, al-Jaatsiyah, dan al-Ahqaaf. Sisa dari sepuluh surah tersebut adalah surah Thaahaa, Thaasiin, dan Yaasiin.
Ada juga pembuka tiga belas surah yang tersusun dari tiga huruf. Enam di antaranya diawali dengan alif laam miim, yaitu surah al-Baqarah, Ali Imran, al-Ankabuut, ar-Ruum, Luqman, dan as-Sajdah. Lima di antaranya dengan alif laam raa, yaitu surah Yunus, Hud, Yusuf, Ibrahim, dan al-Hijr. Dan dua di antaranya diawali dengan thaa siim miim, yaitu surah asy-S 3 m’araa' dan al-Qashash.
Ada pula dua surah yang dibuka dengan empat huruf, yaitu surah al-A'raaf yang dibuka dengan alif laam miim shaad dan surah ar-Ra'd yang dibuka dengan alif laam miim raa.
Ada pula satu surah yang dibuka dengan lima huruf, yaitu surah Maryam yang dibuka dengan kaaf haa yaa 'ain shaad. Jadi, total fawaatih (pembuka) Al-Qur'an berjumlah 29 buah, terbagi ke dalam tiga belas bentuk, dan huruf-hurufnya berjumlah empat belas buah: separuh dari huruf-huruf hija'iyah.^^
Para ahli tafsir berbeda pendapat tentang maksud dari huruf-huruf pembuka surah^^. Sekelompok berkata: Itu adalah rahasia Allah dalam Al-Qur'an, dan Allah memiliki rahasia dalam setiap kitab, yang merupakan sebagian dari hal-hal yang hanya diketahui oleh-Nya. Jadi, ia tergolong mutasyaabih yang kita imani bahwa ia berasal dari Allah, tanpa menakwil- kan dan tanpa menyelidiki alasannya; akan te¬ tapi ia dipahami oleh Nabi saw..
Sebagian lagi berkata: Pasti ada makna luar biasa dibalik penyebutannya. Tampaknya, itu mengisyaratkan kepada argumen atas orang- orang Arab, setelah Al-Qur'an menantang me¬ reka untuk membuat 3 ^ng sepertinya (dan perlu diingat bahwa Al-Qur'an tersusun dari huruf-huruf yang sama dengan huruf-huruf yang mereka pakai dalam percakapan mereka).
Jadi, seolah-olah Al-Qur'an berkata ke¬ pada mereka: Mengapa kalian tidak mampu membuat yang sepertinya atau yang seperti satu surah darinya? Padahal ia adalah kalam berbahasa Arab, tersusun dari huruf-huruf hija'iyah yang diucapkan oleh setiap orang Arab, baik yang buta huruf maupun yang ter¬ pelajar, dan mereka pun pakar-pakar kefasih¬ an dan ahli-ahli balaaghah, serta mereka ber¬ tumpu kepada huruf-huruf ini dalam kalam mereka: prosa, puisi, orasi, dan tulisan; juga mereka pun menulis dengan huruf-huruf ini. Kendatipun demikian, mereka tidak sanggup menandingi Al-Qur'an yang diturunkan kepa¬ da Muhammad saw. Maka, terbuktilah bagi mereka bahwa ia adalah kalam Allah, bukan kalam manusia. Karena itu, ia wajib diimani, dan huruf-huruf hija'iyah pembuka sejum¬ lah surah menjadi celaan bagi mereka dan pembuktian ketidakmampuan mereka untuk membuat yang sepertinya.
Akan tetapi, tatkala mereka tidak sanggup menandingi Al-Qur'an, mereka tetap enggan dan menolak untuk beriman kepadanya. De¬ ngan sikap masa bodoh, dungu, dangkal, dan lugu, mereka berkata tentang Muhammad: "Tukang sihir", "Penyair", "Orang gila", dan ten¬ tang Al-Qur'an: "Dongeng orang-orang terda¬ hulu". Semua itu merupakan tanda kepailitan, indikasi kelemahan dan ketiadaan argumen, bentuk perlawanan dan penolakan, serta tanda keingkaran orang-orang yang mempertahan¬ kan tradisi-tradisi kuno dan keperca 3 ^an-ke- percayaan berhala warisan leluhur.
Pendapat yang kedua adalah pendapat mayoritas ahli tafsir dan para peneliti di ka¬ langan ulama, dan itulah pendapat yang logis yang mengajak agar telinga dibuka untuk mendengarkan Al-Qur'an sehingga orang akan mengakui bahwa ia adalah kalam Allah Ta'ala.
G. TASYBIH, ISTIARAH, MAJAZ, DAN KINAYAH DALAM AL-QUR'AN
Al-Qur'anul Kariim, yang turun dalam bahasa orang-orang Arab, tidak keluar dari karakter bahasa Arab dalam pemakaian kata: ada kalanya secara haqiiqah (yaitu pemakaian kata dalam makna aslinya), dengan cara majaaz (yaitu pemakaian kata dalam suatu makna lain yang bukan makna asli kata itu karena adanya suatu 'alaaqah [hubungan] antara makna asli dan makna lain tersebut), penggunaan tasybiih (yaitu penyerupaan sesuatu atau beberapa hal dengan hal yang lain dalam satu atau bebe¬ rapa sifat dengan menggunakan huruf kaaf dan sejenisnya, secara eksplisit atau implisit), dan pemakaian isti’aarah (yaitu tasybiih ba- liigh yang salah satu tharifnya dihapus, dan ‘ilaaqahnya selalu musyaabahaK)?*
Tasybih
Tasybiih amat banyak dalam Al-Qur'an, baik-ditilik dari sisi wajhusy-^ibhi (segi ke- serupaan)-yang mufrad maupun yang ma¬ rakkah. Contoh tasybiih mufrad atau ghairut tamtsiil (yaitu yang wajhusy-syibhinya tidak diambil dari kumpulan yang lebih dari satu, melainkan diambil dari tunggal, seperti ka¬ limat Zaid adalah singa, di mana wajhusy-syi- bhinya diambil dari tunggal, yaitu bahwa Zaid menyerupai singa (dalam hal keberanian) adalah firman Allah Ta’ala:
"Sesungguhnya misal (penciptaan) Isa di sisi Allah adalah seperti (penciptaan) Adam. Allah menciptakan Adam dari tanah, kemudian Allah berfirman kepadanya: ‘Jadilah (seorang manusia)', maka jadilah dia.” (Ali Imran: 59)
Contoh tasybiih marakkah atau tasybiihut tamtsiil (yaitu yang wajhusy-syibhmya diambil dari kumpulan, atau-menurut definisi as- Suyuthi dalam al-Itqaan-\a adalah tasybiih yang wajhusy-syibhmya diambil dari beberapa hal yang sebagiannya digabungkan dengan se¬ bagian yang lain) adalah firman Allah Ta’ala:
"Perumpamaan orang-orang yang dipikulkan kepadanya Taurat kemudian mereka tiada me¬ mikulnya adalah seperti keledai yang membawa kitab-kitab yang tebal.” (al-Jumu’ah: 5)
Penyerupaan ini marakkah: terdiri dari beberapa kondisi keledai, yaitu tidak dapat memperoleh manfaat yang maksimal dari kitab-kitab itu di samping menanggung ke¬ letihan dalam membawanya. Contoh lainnya adalah firman Allah Ta’ala:
"Sesungguhnya perumpamaan kehidupan du¬ niawi itu adalah seperti air (hujan) yang Kami turunkan dari langit, lalu tumbuhlah dengan suburnya-karena air itu-tanam-tanaman bumi, di antaranya ada yang dimakan manusia dan binatang ternak. Hingga apabila bumi itu telah sempurna keindahannya, dan memakai (pula) perhiasannya, dan pemilik-pemiliknya mengira bahwa mereka pasti menguasainya, tiba-tiba da¬ tanglah kepadanya adzab Kami di waktu malam atau siang, lalu Kami jadikan (tanam-tanam- annya) laksana tanam-tanaman yang sudah di¬ sabit, seakan-akan belum pernah tumbuh kemarin.” (Yuunus: 24)
Dalam ayat ini ada sepuluh kalimat, dan tarkiib (penyusunan) berlaku pada totalnya, sehingga jika salah satu saja di antaranya gu¬ gur maka tnsybiih tersebut akan rusak, sebab )^ng dikehendaki adalah penyerupaan du- nia-dalam hal kecepatan sirnanya, kehabisan kenikmatannya, dan keterpedayaan manusia dengannya-dengan air yang turun dari la¬ ngit lalu menumbuhkan beragam rumput/ tanaman dan menghiasi permukaan bumi de¬ ngan keindahannya, sama seperti pengantin wanita apabila telah mengenakan busana yang mewah; hingga apabila para pemilik tanam- tanaman itu hendak memetikn 3 ra dan mereka menyangka bahwa tanaman tersebut selamat dari hama, tiba-tiba datanglah bencana dari Allah secara mengejutkan, sehingga seolah- olah tanaman itu tidak pernah ada kemarin.
istiarah
Adapun istiarah, yang tergolong majaaz lughawiy-yakni dalam satu kata, tidak seperti majaaz 'aqliy-, juga banyak.^® Misalnya, firman Allah Ta’ala:
"Dan demi Subuh apabila fajarnya mulai menyingsing.” (at-Takwiir: 18)
Kata tanaffasa (keluarnya nafas sedikit demi sedikit) dipakai-sebagai isti'aarah-unUik mengungkapkan keluarnya cahaya dari arah timur pada waktu fajar muncul baru sedikit. Contoh lainnya adalah firman Allah Ta'ala:
"Sesungguhnya orang-orang yang memakan harta anak yatim secara zalim sebenarnya mereka itu menelan api sepenuh perutnya.” (an-Nisaa': 10)
Harta anak-anak yatim diumpamakan dengan api karena ada kesamaan antara ke¬ duanya: memakan harta tersebut menyakitkan sebagaimana api pun menyakitkan. Contoh 3 ^ng lain adalah firman Allah Ta’ala:
"(Ini adalah) Kitab yang Kami turunkan kepadamu supaya kamu mengeluarkan manusia dari gelap gulita kepada cahaya terang benderang.” (Ibrahim: 1)
Artinya: supaya kamu mengeluarkan manusia dari kebodohan dan kesesatan ke agama yang lurus, akidah yang benar, dan ilmu serta akhlak. Kebodohan dan kesesatan serta permusuhan diserupakan dengan kegelapan karena ada kesamaannya: manusia tidak bisa mendapat petunjuk ke jalan yang terang jika ia berada dalam kebodohan dan kegelapan; dan agama yang lurus diserupakan dengan cahaya karena ada kesamaannya: manusia akan men¬ dapat petunjuk ke jalan yang terang jika ia berada di dalam keduanya.
Majaz
Sedangkan tentang majaaz, sebagian ula¬ ma mengingkari keberadaannya di dalam Al- Qur'an. Mereka antara lain: mazhab Zhahiri, sebagian ulama mazhab Syafi'i (seperti Abu Hamid al-Isfirayini dan Ibnu Qashsh), se¬ bagian ulama mazhab Maliki (seperti Ibnu Khuwaizmandad al-Bashri), dan Ibnu Taimi- )^h. Alasan mereka, majaaz adalah "saudara dusta", dan Al-Qur'an tidak mengandung ke- dustaan. Alasan lainnya, pembicara tidak mempergunakan majaaz kecuali jika haqiiqah (makna asli suatu kata) telah menjadi sem¬ pit baginya sehingga terpaksa dia memakai isti'aarah, dan hal seperti ini mustahil bagi Allah. Jadi, dinding tidak berkehendak dalam firman-Nya, "Hendak roboh" (al-Kahfl: 77) dan negeri tidak ditanya dalam firman-Nya, "Dan tanyalah negeri" (Yusuf: 82).^®
Akan tetapi, orang-orang yang telah me¬ resapi keindahan diksi Al-Qur'an berpenda¬ pat bahwa alasan di atas tidak benar. Menurut mereka, seandainya tidak ada majaaz dalam Al-Qur'an, niscaya hilanglah separuh dari ke¬ indahannya. Contohnya firman Allah Ta’ala:
"Dan janganlah kamu jadikan tanganmu terbelenggu pada lehermu dan janganlah kamu terlalu mengulurkannya karena itu kamu menjadi tercela dan menyesal" (al-Israa': 29)
Konteks menunjukkan bahwa makna hakiki/asli tidak dikehendaki, dan bahwa ayat ini melarang berlaku mubazir maupun kikir.
Kinayah
Adapun kinaayah (yaitu kata yang di¬ pakai untuk menyatakan tentang sesuatu yang menjadi konsekuensi dari makna kata itu) juga banyak dijumpai dalam Al-Qur'an, sebab la termasuk metode yang paling indah dalam menyatakan simbol dan isyarat. Allah Ta’ala mengisyaratkan tujuan dari hubung¬ an perkawinan-yaitu untuk mendapat ketu- runan-dengan kata al-harts (ladang) dalam firman-Nya,
"Istri-istrimu adalah (seperti) tanah tempat kamu bercocok tanam, maka datangilah tanah tempat bercocok-tanammu itu bagaimana saja kamu kehendaki.” (al-Baqarah: 223)
Allah menyebut hubungan antara suami istri-yang mengandung percampuran dan pe¬ nempelan badan-sebagai pakaian bagi mere¬ ka berdua. Dia berfirman:
"Mereka adalah pakaian bagimu, dan kamu pun adalah pakaian bagi mereka.” (al-Baqarah; 187)
Dia mengisyaratkan kepada jimak dengan firman-Nya,
"Atau kamu telah menyentuh perempuan.” (an-Nisaa': 43)
dan firman-Nya, "Dihalalkan bagi kamu pada malam hari bulan puasa bercampur dengan istri-istri kamu.” (al-Baqarah: 187)
Dan Dia mengisyaratkan tentang kesucian jiwa dan kebersihan diri dengan firman-Nya, "Dan pakaianmu bersihkanlah.” (al- Muddatstsir: 4)
Ta'riidh
(yaitu menyebutkan kata dan memakainya dalam makna aslinya, seraya memaksudkannya sebagai sindiran kepada sesuatu yang bukan maknanya, baik secara haqiiqah maupun majaaz) juga dipakai dalam Al-Qur'an. Contohnya:
"Dan mereka berkata: janganlah kamu be¬ rangkat (pergi berperang) dalam panas terik ini.’ Katakanlah: ‘Api neraka Jahanam itu lebih sangat panas(nya).'” (at-Taubah: 81)
Yang dimaksud di sini bukan lahiriah kalam, yaitu lebih panasnya api neraka Jaha¬ nam ketimbang panasnya dunia, akan tetapi tujuan sebenarnya adalah menyindir orang- orang ini yang tidak ikut pergi berperang dan beralasan dengan cuaca yang terik, bahwa mereka akan masuk neraka dan merasakan panasnya yang tidak terkira. Contoh yang lain adalah firman-Nya yang menceritakan per¬ kataan Nabi Ibrahim:
"Ibrahim menjawab: ‘Sebenarnya patung yang besar itulah yang melakukannya. ’” (al-Anbiyaa': 63)
Beliau menisbatkan perbuatan tersebut kepada patung terbesar yang dijadikan Tuhan, sebab mereka mengetahui-jika mereka mem¬ pergunakan akal mereka-ketidakmampuan pa¬ tung itu untuk melakukan perbuatan tersebut, dan Tuhan tidak mungkin tidak mampu.
Suplemen
• Al-Qur'an terdiri atas tiga puluh juz.
• Surah-surah Al-Qur'an berjumlah 114 surah.
• Ayat-ayatnya berjumlah 6236 menurut ulama Kufah, atau 6666 menurut selain mereka. Ia terdiri atas hal-hal berikut.
Perintah; 1000
Larangan: 1000
Janji: 1000
Ancaman: 1000
Kisah dan berita: 1000
Ibrah dan perumpamaan: 1000
Halal dan haram: 500
Doa: 100
Naasikh dan mansuukh-. 66
FOOTNOTE
15 Yang dimaksud dengan "permulaan dan pemberhentian" adalah memulai dan mengakhiri bacaan. Sejalan dengan definisi ini, huruf hamzah washl ditulis karena ia dibaca pada saat permulaan, sedangkan bentuk tanwin dihapus karena ia tidak dibaca pada saat berhenti di akhir kata. (Penj.)
16 As-Sajastaaniy, al-Mashaahif, hal. 50.
17 Ini namanya dalam bahasa Arab, nama Latin-nya adalah Venice. Dalam at-Ta'riif bil A'Iaamil Waaridah Fil Bidaayah wan Nihaayah disebutkan: ''Al-Bunduqiyyah CVenizia) adalah sebuah kota pelabuhan di Italia, terletak di pantai utara laut Adriatik.... Di zaman dahulu penduduknya punya hubungan dagang yang erat dengan negara-negara Timur Dekat, khususnjra kerajaan Mamalik di Mesir dan Syam.” (Penj.)
18 Taikhiishul Fawaa'id kaiya Ibnul Qashsh [hal. 56-57J, al- Itgaan karya as-Suyuthi (2/166), al-Burhaan fii Vluumil Qur'aan kaiya az-Zarkasyi (1/379, 387), dan Mugaddimah Ibnu Khaldun (hal. 419).
19 Majalah ar-Risaalah (no. 216 tahun 1937) dan Majalah al- Mugtathaf (edisi juli tahun 1933).
20 HR. Jamaah: Bukhari, Muslim, Malik dalam al-Muwaththa, Tirmidzi, Abu Dawud, dan Nasa'i. Lihat Jaami’ul Ushuul (3/31).
21 Tafsir al-Qurthubi (1/42-47J, Tafsir ath-Thabari (1/23-24), Ta'wiil Musykilil Qur'aan karya Ibnu Qutaibah (hal. 28-29), Taariikh al-Fiqhil Islaamiy karya as-Saais (hal. 20-21), dan Mabaahits Fii 'Uluumil Qur'aan karya Dr. Shubhi Shalih (hal. 101-116).
22 Mudhar adalah induk suku-suku tersebut. (Penj.)
23 Tafsir al-Qurthubi (1/42-43), Fathul Baari (9/24-25), dan Syarah Muslim karya Nawawi (6/100).
24 Fataawaa Ibnu Taimiyah (12/117-161,171).
25 Tafsir ath-Thabari (1/65-66).
26 Tafsir al-Qurthubi (1/73-75). Lihat pula Dalaa'ilul I'jaaz Fii 'Ilmil Ma'aanii karya Imam Abdul Qahir al-]urjani (hal. 294-295), Vjaazul Qur'aan karya al-BaqiIlani (hal. 33-47), l'jaazul Qur'aan kar3ra ar-Rafi'i (hal. 238-290), dan Tafsir a/-Manaar (1/198-215).
27 I'jaazul Qur'aan (hal. 173,175J.
28 Tafsir ath-Thabari (1/25J.
29 Ar-Risaalah karya Imam Syafi'i (hal. 41-50, paragraf 133- 170). Lihat pula al-Mustashfaa karya al-Ghazali (1/68), dan Raudhatun Naazhir (1/184).
30 Inilah yang terjadi sekarang. Al-Qur'an teiah diterjemahkan ke dalam sekitar lima puiuh bahasa. Semuanya merupa¬ kan terjemahan yang kurang, atau cacat, dan tidak dapat dipercaya. Alangkah baiknya seandainya terjemahan- terjemahan itu dihasilkan oleh para ulama Islam yang tepercaya.
31 Tafsir ar-Raazi (1/209J.
32 Mabaahits Fii 'Uluumil Qur'aan karya Dr. Shubhi ash-Shalih, hal. 234-235.
33 Tafsir al-Qurthubi (1/154-155).
34 Mabaahits Fii 'Uluumil Qur'aan karya Dr. Shubhi ash-Shalih (hal. 322-333J.
35 Ta'wiilu MusykiUl-Qur'aan karya Ibnu Qutaibah (hal. 102- 103).
36 Ibid., hal. 99.
[www.alkhoirot.org]